«كيف بدأ الخلق»: الفرق بين المراجعتين

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
(جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة)))
 
سطر ١: سطر ١:
 +
{{مقالات ذات صلة}}
 
==جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))==
 
==جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))==
  

المراجعة الحالية بتاريخ ١٠:١٠، ٢٨ مارس ٢٠٠٩

مقالات ذات صلة
......................
انقر هنا لتحميل المقالات (Doc)

جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))

هناك تصورات مسلمات ترسخت منذ زمن بعيد تتحكم في سير الإنسان هذه التصورات تكون في البدء هشة غير راسخة وتترسخ ببط ء خلال الزمن وينساها المرء ولا يتذكرها ولكن تتحكم بقوة في سلوك الإنسان وهذه المسلمات الراسخة يمكن أن تكون خاطئة فإذا كانت صحيحة تجعل للإنسان سلطانا وحلولا يسيرة غير مكلفة وعواقب جيدة وكذلك يمكن أن تكون هذه التصورات الراسخة أفكاراً خاطئة تجعل مسيرة الإنسان في مشقة وخسارة ومردود قليل ويحدث هذا ببطء وبشكل غير واع ولهذا قدرة التخلص من الأخطاء واكتساب التصورات الصحيحة صعبة ويأخذ وقتاً طويلا وجهداً كبيراً وخسائر جسيمة وبدون وضوح التاريخ كيف يسير في الوجود لا يمكن أن يحدث لنا تصور صحيح لحركة التاريخ .

وحركة التاريخ هو أن نعرف كيف بدأ الخلق وكيف كان وكيف صار وكيف يمكن أن يصير هذا في الوجود كله الوجود المادي ثم وجود الحياة العضوية ثم ولادة الحياة الفكرية (= القدرة الإنسانية في التسخير) الكون المادي من الهيدروجين أول عناصر المادة التي منها تتكون بقية العناصر من خلال الضغط والحرارة ولكل عنصر وظيفة وكيف كان الناس يجهلون تركيب الكون إلى وقت قريب حين كانوا يظنون أن عناصر الكون هو التراب والماء والهواء والنار إن معرفة كيف زاد علم الإنسان بالوجود المادي للكون وكذلك كيف زاد علم الإنسان بكيف بدأ وجود الحياة من الكون المادي ثم كيف زاد وجود الحياة وتطور إلى أن وجد الإنسان ثم كيف تاريخ الإنسان بدأ ضعيفاً .

إن تصوراً أولياً لكيف بدأ الخلق وكيف نمى وكيف لا يزال ينمو يعطي تصوراً إيجابياً وتفاؤلاً وأملاً وأن خفاء هذا التصور ينتج تصوراً سلبياً وتشاؤماً ويأساً مقعداً لهذا يمكن أن نقول إن معرفة كيف بدأ الخلق بسيطاً متجانساً ثم كيف تركب هذا الخلق البسيط المتجانس من نوعية واحدة إلى تنوع ونمو وظهور خلق جديد ولا يزال يخلق أشياء جديدة ومن هنا يمكن أن نقول إن معرفة كيف بدأ الخلق نقطة أساسية على قدر وضوح هذا يفتح أمام الإنسان أفاقاً وفعالية بدل الحصار النفسي والعجز السلوكي لأن الإنسان الخلق الأخر المكرم الذي أودعت فيه قدرة الفهم في ارتباط الأسباب بالنتائج وقدرة على فهم ارتباط الأسباب بالنتائج تعطيه القدرة التسخيرية الإبداعية والمساهمة في صنع الأفضل وفهم هذا التصور البسيط في كيف بدأ الكون إن العنصر البسيط الأول وكيف بدأت الحياة من الطحالب ثم كيف وصل إلى الإنسان الأول الذي لم يكن يعلم كيف يزرع ولا كيف يتعامل مع الحيوان وكيف أن الإمكانات المودعة في الإنسان لا تزال في بدئها كما كانت العناصر المختلفة كانت كامنة في العنصر الأول وكيف كانت الحياة كامنة في الكائنات الحية الأولى ثم كيف أن إبداع مبدع الوجود انتهى إلى الإنسان الذي صار له سلطان بالقدرة المعرفية.

إن معرفة كيف بدأ الخلق وتسلسل الخلق من المادة الميتة إلى الوجود الحي وكيف وصل الوجود الحي إلى الإنسان المفكر القادر على ربط الأسباب بالنتائج وكيف أن هذه القدرة في زيادة مستمرة وكيف أن الذي لا يعرف كيف بدأ الخلق الذي هو تاريخ الخلق والخلق هو الاستمرار في النمو وهذا النمو إن كان بطيئاً فيما سبق فإن النمو بدأ يتسارع والقدرة المعرفية كانت بسيطة فتراكمت ونمت من هنا يمكن أن نصنع تصوراً جديداً لكيف بدأ الخلق فيدخل عنصر الزمن الذي يجري خلاله الخلق المستمر هذه المعرفة تحدث عندنا تصوراً للكون ليس على أنه شيء بطيء ممل يدعو إلى اليأس والحيرة فيمكن أن نعلم من هنا كيف أن التصور الخاطئ يدعو إلى اليأس الذي هو الكفر إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون الكافر هو الذي خفي عليه كيف بدأ الخلق ومن هنا نعلم كيف يلتقي الجهل بالخفاء والظلام والظلم وكيف يلتقي العلم بكيف بدأ الخلق بالوضوح والنور والعدل والسواء.

إن قدرة المعرفة مصدر النور بالجهل والخفاء والظلام والظلم يحل اليأس والتشاؤم الذي يؤدي إلى الخمول أو الانفجار اليائس المنتحر الذي يريد أن يتخلص من الضيق والظلام حين يقول الله ( الذين يقطعون ما أمر الله أن يوصل ) لأن الكون سنن وقوانين متصلة متدرجة فالانقطاع يقطع تسلسل المعرفة وانقطاع المعرفة يؤدي إلى الضياع والخواء والتيه إن التائه يفقد التوازن كأنه تهوى به الريح في مكان سحيق ولهذا فإن الإنقاذ من التيه بالمعرفة أين أنت وكيف كنت وكيف ستصير .

إن معرفة كيف بدأ الخلق نور وبيان وطمأنينة لهذا إن نتيجة تراكم المعرفة عند الإنسان يعلمه كيف بدأ الخلق ومعرفة كيف بدأ الخلق يعلمه السنن والقوانين التي تتحكم في الوجود وإذا عرف الإنسان قوانين الوجود صار له القدرة على أن يتحرك على بينة وكلما ترسخت هذه المعرفة تحصن الإنسان من أمراض الجهل والحيرة والظلام واليأس بل والكفر لأن الكفر غطاء وحجاب وخفاء وعدم وضوح ولأن الإيمان كشف ووضوح فعالية لهذا الجهل والعلم مقابل الكفر والإيمان ولهذا الخروج من الجهل خروج من الجاهلية والدخول إلى العلم دخول إلى السننية والقوانين التسخيرية ومعرفة نظام الكون القابل للتسخير والقدرة المعرفية الإيجابية عند الإنسان الذي هو قادر على القيام بالوظيفة التسخيرية للكون المادي في مظاهر الطاقة والكون الحياتي في معرفة قوانين سلامة الحياة الجسدي من الأمراض.

والمعرفة الكبرى والميلاد الأكبر ولادة العقل البشري حين استخلف حامل هذه الإمكانية آدم حين استخلف في يوم مشهود حيث لم يكن أحد ليتمكن من فهم القدرات الكامنة في هذا الخلق والآن ربما نعلم أن الإنسان هو العلم هو علم الله في الإنسان الذي لم يتمكن الإنسان بعد من تقدير مكانته بهذه القدرة المعرفية من أنه يخرج من الظلمات إلى النور وسيخرج من الفساد سيخرج من محاولة الخداع والأنانية وسيكشف الجهالات التي يتمرغ فيها وبمجرد أن نعرف هذه المعارف الأولية بوضوح واتصال سنخرج نحن العرب المستضعفين من الذل والهوان والظلام واليأس من إصلاح أحوالنا يا أيها الناس إن قوماً كانوا مثلنا وأسوأ منا فهموا بعلم وسنن إمكانية حل المشكلات بدون قذارة سفك الدماء إن الإنسان أعطي عقلاً واعتباراً وقدرة لمعرفة كيف بدأ الخلق ليزكي نفسه ألا من كان له أذنان للسمع فليسمع قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها إن من يزيد المعرفة ويوصل المعرفة سيخرج من الظلمات إلى النور وهذا النور سيتحقق ولو كره الكافرون الذين لم يتبين لهم كيف بدأ الخلق .