الأمن والخوف الصواب والخطأ

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث

جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))

يا ليتني أتمكن من إزالة الالتباس في هذه المزدوجات وأتمكن من توضيح ذلك وجعله مبينا يمكن أن نضع مزدوجات الرشد والغي العلم والجهل لأن الصواب والرشد والعلم يولد الأمن والأمان ولأن الخطأ والجهل والغي يولد الخوف يا ليتنا نتمكن من السير مع هذه المزدوجات حتى نكشف التسلسل بسن كل طرف من المزدوجتين لأن العلم والصواب والرشد يؤدي إلى الأمن والسلام والطمأنينة واليقين ولأن الجهل والخطأ والغي والظلم يؤدي إلى الخوف والقلق وعدم الطمأنينة أريد أن أقدم المثل وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ويوصف عيسى عليه السلام بأنه كان يكلمهم بالأمثال ولم يكن يكلمهم بغير أمثال وإذا تمكن الإنسان من تقديم المثال أو الأمثلة المتسلسلة بحيث يبدأ من أمثلة أولية بديهية إلى الأعلى فالأعلى يكون الإنسان لم يقطع ما أمر الله به أن يوصل وبمجرد أن ينقطع تسلسل الوعي يبدأ تسلسل الخطأ والجهل والظلام والخسائر والمثل الذي أريد أن أقدمه الكهرباء شيء جديد في حياة الناس وآية من آيات الله الخفية والجلية في آن واحد وهي ظاهرة موجودة قبل الإنسان والإنسان شاهد هذه الظاهرة في البرق والرعد بالسمع والبصر والبشر الخلق الذي كرمه الله ونفخ فيه من روحه تعرف على هذه الظاهرة ببطء وبعد أن كان مصدر رعب وفزع وخوف تحول إلى مصدر أمن وطمأنينة وسعادة وتمكن من وضع ترتيبات أمن لإزالة أخطاره وجعله آمنا تاما فأنزل الصاعقة بأمن وأمان واستخدم الإنسان هذه الطاقة أنظر كيف يفرح الناس حين يعود التيار بعد انقطاع في ليلهم بل صار لا ينقطع وربما الأجيال القادمة سوف لا يعلمون أنه يمكن أن ينقطع وعلينا أن نعلم كيف يوضع الهيكل العظمي شعار الموت على أماكن التوتر العالي تحذيرا من الخطر فيه لأن الخطأ فيه فورية النتائج والعواقب فمن هنا نعلم كيف أن العلم يحل المشكلات ويحول الخوف إلى أمن كامل بزيادة العلم يزداد الأمان لأن هذه الطاقة مضبوطة بسنن لا تتغير ولا تتبدل الخوف يكون من الجهل والأمن يكون مع العلم ولكن الذي نريد أن يساعدنا فيه هذا المثل في هذه الطاقة التي كانت صاعقة حارقة كيف ذلت للإنسان وتحولت إلى الخادم الأمين الذي لا يغدر ولا يخون لأنه يسلك سبل ربه زللا وهذه الطاقة لا تكذب ولا تخون ولا تغدر ولكن الإنسان هو الذي يخطئ في التعامل معه ومن أخطأ فلا يلومن إلا نفسه الخطأ منا وليس منه فلنحمد الله الذي سخر لنا بالسنن الثابتة هذه الطاقة وجعلها ذللا لنا ولنلم أنفسنا إذا أخطأنا ومن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه وعلينا أن لا نكتم قوانين الله أو نجهلها وأن نضاعف من وسائل الأمان وذلك بانتشار المعرفة وعدم كتم العلم وجعله ملكا مشاعا للجميع وسبله ميسرة للجميع حتى لا يبقى من يجهل فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين فهل يمكن أن ننتقل بهذا المثل إلى الإنسان الكهرباء طاقة كبرى وعظمى وربما تصير مجانية بمعرفة قوانين الطاقة المادية في الكون فهي كل الكون طاقة وقابل للتحول إلى طاقة وبيسر ونظافة وأمن هناك يكون الإنسان بدأ يحقق ما خلق له من أن الكون كله مسخر له والإنسان هو أعظم الطاقة الذي يسخر الكون والوجود وللإنسان قانونه الأعلى لأنه الطاقة العليا الإنسان هو الكائن الوحيد الذي نفخ الله فيه من روحه روح العلم والمعرفة والقدرة على التسخير الكون مسخر ( اسم مفعول ) والإنسان مسخر ( اسم فاعل ) ولكن ميزة الإنسان أنه قابل للسير في طريقين ولكن الكون الآخر يسير في طريق واحد فقط الكهرباء ذو اتجاه واحد الكهرباء لا قدرة له على الكذب ولا الغدر والخيانة ولكن الإنسان هو الكائن ذو اتجاهين يقدر الإنسان أن يصدق وأن يكذب أن يكون أمينا وأن يكون خائنا وبقدرته على العلم سيتعلم أن حياته لن تصلح إلا إذا صدق وسيتعلم الإنسان هذا بالعواقب عواقب الصدق والكذب فسيكشف الإنسان طاقته كما كشف طاقة المادة وكهرباء سيكشف طاقة الإنسان وأن أفضل استخدام وتعامل مع الإنسان ليس بتخويفه وإذلاله وإكراهه بل بإقناعه بالعلم والتعليم والتعريف بحيث لا يبقى إنسان لا يتاح له وسائل الوصول إلى العلم بحيث لا يبقى جاهل بالتعامل مع الكهرباء والتعامل مع الإنسان فإذا كان تعرفنا على سنن الكهرباء تأخر إلى هذا القرن المنصرم ولم يتوسع بعد إلى جميع الناس فإن معرفتنا بسنن الإنسان لم نكشف بعد إلا احتمالا وتخيلا ومثلا عليا غير قابل للتطبيق ولكن الآلام والعواقب تفرض على الناس فرض سنن التعامل مع الإنسان .

الإنسان عنده استعداد ليقدم نفسه وماله مسترخصا وذلك بإقناعه وتعليمه وكشف قوانين التسخير له وهذا بدأ يظهر ويمكن أن يفهمه الناس كما أزين لنفسي أن ذلك صار ممكنا فهمه وإن لم يصر بعد سهلا تحويل الإنسان إلى ذلك وسبب ذلك التاريخ الطويل الذي عاش فيه الإنسان في الظلام حيث كان يجهل سنن توفير النور الكهربائي المادي الضوئي وسنن جعل هذه الطاقة وسيلة لتوفير المعرفة عند الإنسان بواسطة العلم الجديد في وسائل الوصول إلى المعرفة في اللحظة التي تريدها وأنا أفهم أن ذلك سهل وصعب كما كان الإمساك بسنن الكهرباء صعب وإن كان صار ذلك الآن سهلا كذلك توجيه طاقة الإنسان وتحويلها إلى الإيجاب دون السلب والقرآن يتحدث عن نفس الإنسان العجيبة الخلق الآخر أبدع ما خلق الله تبارك الله أحسن الخالقين "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" لا بد من كشف سنن تسخير طاقة الإنسان للتقوى لأن ذلك في مقدوره أو في إمكانه ولكن ذلك ليس حتما لأنه متعلق بالإنسان الإمكانية المزدوجة من الله الملهم ولكن تحويل هذه الإمكانية من وظيفة البشر هذا الذي كنت أشرت إليه في مقال سابق بعنوان القراءة الإلهية والقراءة البشرية للقرآن الله قدم الإمكانات ورأس المال والإنسان هو الذي يخلق وإذا كانت هذه الكلمة صعبة لا حرج استعمل أخرى يكشف كيف خلق لا بل كشف وسائل نقل غير الخيل والبغال من سنن المادة فإذا كان يمكن أن نفهم هذا من قوله تعالى والخيل والبغال لتركبوها ويخلق مالا تعلمون كيف كشف الإنسان من سنن الله المسخرة للإنسان ما لم يخطر في بال كذلك يخلق الله من سنن تسخير الإنسان ليكون في أحسن تقويم ولكن لن يصبر الإنسان في أحسن تقويم ما دام يظن أنه استخراج أفضل ما في الإنسان بتخويفه فإن الإنسان مصنوع أنه لا يعطي بإكراهه إلا أقل ما يمكن أن يعطيه هل يمكن أن نفهم هذا يمكن أن نفهم هذا ولكن الذي يصعب علينا أن نفهمه كيف نفهم الإنسان هذا وهذا سهل أيضا ولكن نرى أسهل منه أن نخوفه ونأخذ منه أقل ما يمكن ولكن إذا تعلمنا قانون الله في أن الإنسان بالإحسان إليه وأعظم الإحسان أن تقدم له المعرفة وبهذا يتحول الإنسان الذي نراه عدوا ينبغي قتله يتحول إلى ولي حميم أيها القارئ الكريم إني أحاول أن أقرب إليك البعيد أريد أن أجعل الذي يراه الناس بعيدا أريد أن أجعلهم يرونه قريبا وقريبا جدا وأقرب من حبل الوريد وأسهل وأقل كلفة على الذي يسلك هذا الطريق أقل كلفة على المعلم وعلى المتعلم ولكن لأن بياني قاصر وتسلسل علمي غير مبين لهذا لا أقدر على الدخول إلى الحوار معه فهل بعض القراء يمكن أن يتلمسوا حقا وصدقا وأمنا وإيمانا كل مرة أبدأ المقال وفي نفسي شيء ثم أشعر أنني انتهيت ولم أنته إلى الذي أريد ولكن سيأتي الذي ليس الذي ينظف بالماء ولكن الذي ينظف القلب بالعلم ويخرج الغل والخوف ليحل الأمن والسلام والطمأنينة ألا بذكر الله تطمئن القلوب لأنه كونه و إنسانه مكون على أساس الحق ما خلقنا السماوات والأرض إلا بالحق لعلنا نتذكر ولعلنا نتدبر ونشكر وما يأتي أكثر نورا وسلاما وأمنا وربما بدون خسارة وذلك الفوز المبين .