قضايا إسلامية معاصرة

من Jawdat Said

مراجعة ١٤:٢٠، ١٣ يناير ٢٠٠٩ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
أسئلــة مـجلــة
قـضايا إسلامية
معــاصــرة


كتب الدكتور عبد الجبار الرفاعي رسالة وضع فيها الأسئلة التالية موجهة إلى جودت سعيد:

السؤال الأول: ما هي أبرز المحطات في مساركم الفكري

السؤال الثاني: ماهي أبرز المكونات الثقافية لجودت سعيد؟

السؤال الثالث: ما هي معالم مشروع "سنن تغيير النفس والمجتمع"؟ وهل ولد مشروعكم هذا وترعرع في رحم مشروع "مشكلات حضارة" للمفكر المسلم مالك بن نبي؟

السؤال الرابع: تشدد كتاباتكم على وجود مصدرين للمعرفة: القرآن وتاريخ العالم، وأن الذي يجهل التاريخ لا يمكن أن تكون معرفته سليمة. ما هو موقع تاريخ العالم من القرآن؟ وكيف يكون تاريخ العالم رديفاً للقرآن؟

السؤال الخامس: اشتهر جودت سعيد بدعوته لنبذ العنف بل شدد على ضرورة كسر السيف والتخلص من السلاح وشبَّه شراء الأسلحة بشراء الأصنام، وأكد على ضرورة تبني مذهب ابن آدم الأول، كما وسم بذلك أول عمل عرف له قبل ثلث قرن. هل يدعو جودت سعيد إلى تعطيل الجهاد كفريضة ولو توفرت كافة شرائطها؟ وهل يطلب من المسلمين التمرد على قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"؟ وهل يريد منا أن نتفرج على ترسانة الكيان الصهيوني الهائلة؟ وهل ينبغي أن نوقف حركات المقاومة ونخنع لنزعته العدوانية

السؤال السادس: يعطي جودت سعيد أهمية فائقة لفكر محمد إقبال ويعتبره فكراً أتى بالكثير مما هو جديد. ما هي الأبعاد التأسيسية في مشروع إقبال؟ وما هي آثاره في الفكر الإسلامي المعاصر في البلاد العربية ؟

السؤال السابع: العولمة قناع جديد تختفي خلفه الحضارة الغربية، كيف يتسنى تحصين الهوية الحضارية وتأكيد الخصوصية وتجذير الهوية في مواجهة الدعوة للعولمة؟

السؤال الثامن: تتكرر في كتاباتك الدعوة للتحرر من "الآبائية" أي التخلص من تعظيم الآباء وإعطاء العصمة لهم، وتبرر ذلك بأن الآبائية تحجب أية رؤية جديدة. هل يعني ذلك أنك تدعو للقطيعة مع التراث؟ أليس النمو من دون جذور هو نمو موهوم لأنه كنمو الهوام؟

السؤال التاسع: هل العقل الإسلامي في أزمة مثلما يصطلح على ذلك بعض الباحثين؟ وما هي آثار هذه الأزمة وحدودها؟ وكيف يتسنى لنا تجاوز هذه الأزمة؟

السؤال العاشر: كيف تقومون المشهد الثقافي العربي الراهن؟ وما هي الأسماء والمشاريع الفكرية التي تجتذبكم وتعتقدون أنها ليست نصوصاً مكررة؟

السؤال الحادي عشر: يلح الدكتور محمد أركون على ضرورة ثيولوجيا جديدة للإسلام والدين عامة مثيراً أن هذا الموضوع لم يزل بكراً. كذلك يسخر أركون من الذين يستشهدون بالقرآن حول حكم ما قائلاً: إن هذا العمل يثير كل المشاكل للعبور من العصر الأسطوري إلى العصر العلمي. كيف تقومون هذه الدعوة ؟

السؤال الثاني عشر والأخير: ما موقفكم من الاتجاهات الجديدة في تأويل النصوص المقدسة (الكتاب الكريم والسنة الشريفة) التي تذهب إلى أن أية محاولة لاستخلاص حقيقة من النص تنفتح على تعدد القراءات، ذلك أنه لا حقيقة كلية يمكن القبض عليها من النص. بل حتى محاولات تشريح وتحليل النصوص تغدو مخاتلة ومخادعة مهما ادعت النزاهة والموضوعية. ألا يعني ذلك بنسبية الحقيقة بل نفي الحقيقة التي يشي بها النص المقدس؟

بعدما أرسل جودت سعيد الأجوبة بالبريد إلى عبد الجبار الرفاعي وصلت منه رسالة بعثها من قم إلى دمشق يقول فيها:

"تسلمت ببالغ السرور يوم أمس إجاباتكم على أسئلة "قضايا إسلامية معاصرة" وعكفت على مطالعتها فور وصولها، وأوقفت كافة أعمالي الأخرى وفرغت منها قبل قليل. وبصراحة أقول إن أجوبتك بهرتني، وأدخلتني في عالمك الفكري الممتد من جديد. إن تجربتي مع كتابات جودت سعيد قديمة. فقد استعرت كتابه "حتى يغيروا ما بأنفسهم"، قبل عشرين عاماً من أحد العلماء، يوم كنت في الحوزة العلمية في النجف الأشرف قبل هجرتي. وكان ذلك الكتاب هو أول كتاب قادني إلى فكر جودت سعيد، إذ تعرفت في فضائه على عالم دين ومثقف مسلم يفكر مثل مالك بن نبي…"

وختم رسالته بقوله بعد ذلك: "إني أثمن الروح الحرة التي يفكر بها عقل جودت سعيد. كما أحترم الجرأة والشجاعة التي تتسم بها مواقف سعيد الفكرية. وأعتز بالعمق والوضوح والجدية في طرح هذه المواقف والدفاع عنها. خاصة إذا تذكرت أن جودت سعيد تخرج من الأزهر والذي هو أحد معاقل العلوم الإسلامية التقليدية. وما يسود في هذه المعاقل من استبداد فكري وآبائية وسلطة للسلف تقمع أية محاولة للتفكير بأسلوب مختلف عما هو متعارف.

شيخنا المبجل: العدد الثالث من مجلة "قضايا إسلامية معاصرة" الخاص بالفكر العربي المعاصر أُغلق منذ فترة لاكتمال موضوعاته، وسيصدر في غضون شهر ونصف إن شاء الله، لذلك أدرجت حواركم في العدد الرابع الذي شرعت في إعداد مادته ومحوره "منهج التعرف على القرآن الكريم" وسيكون عنوان الحوار "سنن تغيير النفس والمجتمع في القرآن" وقد لاحظت عند مطالعتي له أنه مناسب لمحور القرآن في العدد الرابع وأشد لصوقاً به من العدد الثالث "الفكر العربي المعاصر"، لأن الله تعالى منحك توفيقاً متميزاً في توظيف النص القرآني واستدعاء آيات القرآن لإضاءة الموقف من الإشكاليات التي تداولها الحديث. وربما أدرج هذا الحوار وأنشره ككتاب في سلسلة كتاب "قضايا إسلامية معاصرة" بعد نشره في المجلة في المستقبل مع ما قد يرد عليه من مناقشات. وأتمنى أن أوفق للمجيء إلى الشام لإغناء هذه المدارسة معكم ونشرها في السلسلة. وتفضلوا بقبول خالص الامتنان والتقدير".

أخوكم عبد الجبارالرفاعي

إيران -قم