نهاية الحلول البطولية
من Jawdat Said
كانت الدولة العثمانية آخر أبطال العصور، ولكن أساليبها القديمة كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة في معركة (إمبابة) بين نابليون والمماليك، وكان أول المغامرين، بعد أن فات أوان تلك البطولات، محمد علي باشا، الذي أراد أن يحارب بجيشه الضخم، ولكن بعد أن فقد كامل الروح.
لقد مضى نحو مئتي عام، ولا زالت جثة سليمان بيننا، لم تسقط بعد، ونحن لا زلنا في العذاب المهين لابثين، لم نعرف ما الذي حدث في العالم، ولم ندر ما الذي مات، وما الذي ولد.
هل يمكن أن تكون حرب الخليج هي دابة الأرض، التي ستجعلنا نودّع الحلول البطولية الإكراهية؟
هل سنظل نُخدع بتلك الأشباح والمومياءات؟ هل سنظل نفرح بالثورات الدموية، ونعلق عليها آمالنا، ويظل شبابنا يقدمون أنفسهم قرابين لإله الحرب والعنف والإكراه؟ هل سيظل شيوخنا سكوتاً، لا يحسنون إلا السكوت على هذه الأشياء؟ هل سيظلون يدينون هذه التصرفات إدانة مجانية علنية، ويحثون الشباب سراً على الاستمرار فيها، بحيث لا يتحمّلون وزرهم؟
أما ينبغي علينا أن نرشدهم إلى طريق وحلّ أنظف وأطهر واقدس، وأن نأخذ بأيديهم ونعلمهم؟