البلاغ المبين

من Jawdat Said

مراجعة ٢١:٢٨، ٢٧ يوليو ٢٠٠٧ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

مذهب ابن آدم الأول


Mazhabibnadam.jpg
تحميل الكتاب
مقدمات للكتاب
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الأولى
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الثانية
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الثالثة
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الخامسة
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الرابعة
عناوين
نصوص في مذهب ابن آدم
ملاحظات
نماذج من عمل الأنبياء
عمل القاضي غير عمل الداعي
البلاغ المبين
موقف المسلم من الكفر البواح
تهمة الإرهاب
شبهات حول مذهب ابن آدم
مزايا مذهب ابن آدم
مفاهيم في العمل الإسلامي
خاتمة


البلاغ المبين هو الطريق الوحيد للدعوة إلى الله في كل حين

التهمة التي وجت للأنبياء

فقد لاحظنا أنه لم يكن من تهمة توجه للأنبياء إلا تهمة الدعوة إلى الله وحده، وعبادته وحده، دون غيره، وذلك إبان الدعوة لإنشاء المجتمع الإسلامي في مجتمع جاهلي صرف. هذا واضح في سيرة الأنبياء، ولكن الذي ربما خفي هو الطريقة التي يجب أن يسلكها من يسعى لإصلاح المجتمع المنحرف. هل يعتبر هذا مجتمعاً إسلامياً فتنفذ فيه الأحكام؟ أم يعتبر مجتمعاً جاهلياً صرفاً؟ ومن أي نوع نحن؟ هل نحن من المنحرفين أم من الجاهلين؟

المجتمع الجاهلي والمنحرف وطرق علاجهما

يستحسن كثير من الكتاب أن يسميه جاهلياً ومرتداً وليس بحثنا أيهما الواقع، ولكن الذي يهمنا أنه كيفما كان الأمر فطريق العلاج واحد، وهو الدعوة إلى الله وبذل النصيحة، والقيام بمهمة البلاغ المبين فقط. ولقد بيناه في الآيات السابقة حين ذكر عمل الأنبياء لإنشاء المجتمع المسلم.

ونكر هنا بعض الآيات التي تكلف بالبلاغ المبين.

(فَإِن تَوَلَّيتُم فَاعلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ) [ المائدة 5/92 ]

(وَّإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيكَ البَلاَغُ) [آل عمران 3/20]

(فَإِن تَوَلَّيتُم فَاعلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ) [ المائدة 5/92 ]

(ومَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلا البَلاغُ) [ المائدة 5/99 ]

(فَهَل عَلَى الرُّسُلِ إِلا البَلاغُ المُبِينُ) [ النحل 16/35 ]

(ومَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلا البَلاغُ المُبِينُ) [ العنكبوت 29/18 ]

والرُّسل قالوا:

(وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا البَلاغُ المُبِينُ) [ العنكبوت 29/18 ]

فكما يحدد الله هنا أن الواجب هو البلاغ المبين، كذلك يهدد في التقصير في هذا الواجب أو التغيير فيه أو كتمانه:

(وَمَا عَلَينَا إِلا البَلاغُ المُبِينُ) [ يس 36/17 ]

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِكَ وَ إِن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ) [ المائدة 5/67 ]

(الذَِّينَ يُبَلِغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخشَونَهُ وَلاَ يَخشَوْنَ أَحَداً إَلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيباً) [ الأحزاب 33/39]

(قُل إِني لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَن أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداً * إِلا بَلاغاً مِن اللهِ وَرِسَالاتِهِ) [ الجن 72/22-23 ]

خطورة كتمان الحق

(إِنَّ الَّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَيِنَاتِ وَ الهُدَى مِن بَعدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُم اللهُ وَ يَلعَنُهُمُ الَلاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيهِم وَ أَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة 2/159-160

(إِنَّ الَّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَيِنَاتِ وَ الهُدَى مِن بَعدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُم اللهُ وَ يَلعَنُهُمُ الَلاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيهِم وَ أَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة 2/159-160]

(إِنَّ الَّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ الكِتَابِ وَيَشتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم إِلا النَّارَ وَلاَ يُكَلِمُهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِيهِم وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذيِنَ اشتَروُا الضَّلالَةَ بِالهُدَى وَالعَذَابَ بِالمَغفِرَةِ فَمَا أَصبَرَهُم عَلَى النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الكِتَابَ بِالحَقِ وَإِنَّ الَّذِينَ اختَلَفُوا فِي الكِتَابِ لَفِي شِقَاق بَعِيدٍ) [ البقرة 2/173-176 ]

أما كتمان الحق، وما ورد فيه من التهديد، وتفظيع ارتكابه وتشديد العقوبة عليه، فلم يرد له نظير حتى ولا في تارك الصلاة، كما رأينا في الآيات الكريمة من سورة البقرة.

وإذا كان بدء الدعوة رصيده في البلاغ المبين فقط، فكذلك البلاغ المبين رصيد إصلاح المجتمع المنحرف لإعادته إلى الصواب.

بل إن البلاغ وعدم الكتمان رصيد استمرار المجتمع (لاَ إِكرَاهَ فِي الدِّينِ) ] البقرة 2/256 [. هذا ما يؤيد موضوع أهمية الدعوة، حيث يبطل العنف في فكرة تشر الإسلام. أما الحدود والجهاد فليست لنشر الإسلام، وإنما لرفع الظلم، لأنه يمكن للكافر أن يبقى في مجتمع إسلامي دون أن يُحارب ولا يُجبَر على الإسلام. بل إن البلاغ هو الذي يحول دون انهيار المجتمع وانحداره، فهذه أحوال ثلاثة، الطريق لعلاج كل منها: البلاغ المبين فقط:

1- العمل الذي ينشئ المجتمع الإسلامي، ويحوله من مجتمع جاهلي هو البلاغ المبين، كما هو واضح في سيرة الأنبياء، ولاسيما محمد (ص).

2- والعمل الذي يصلح المجتمع المنحرف، هو البلاغ المبين لما أنزل الله، كما هو واضح فيما قرره المسلمون من أن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها.

3- والعمل الذي يحفظ المجتمع الإسلامي هو البلاغ المبين وعدم كتمان الحق، ولولا التفريط في هذا الواجب لما انهار المجتمع الإسلامي.

البلاغ المبين هو الذي يقي المجتمع الإسلامي من الانحراف

والمسلمون اليوم إذ عجزوا عن مقاومة الباطل بالبلاغ المبين فقط، رأوا أن علاجه لا يكون بهذا، بل بوسائل القوة. وإن هذه الطريقة ليست عقبة في سبيل الإصلاح فقط، وإنما تعود بالتعويق الشديد على نجاح الحركة الإسلامية.

وإن هذا العمل سيكون أشد وأخطر في الحالة الثالثة أي في وقت الحفاظ على سلامة المجتمع المسلم، فإن السلطة التنفيذية ستكون بيد من هم آخذون بزمام الحكم، ولا يبقى للفرد المسلم في ذلك الوقت أيضاً إلا سلاح البلاغ المبين.

وجوب ترويض المسلم نفسه على إحياء البلاغ

والمسلمون اليوم إن لم يروضوا أنفسهم على هذه الطريقة، طريقة البلاغ، سباقون في تضرر مستمر من جراء استعمال القوة ووسائل العنف والتربص. وإن وضع المسلم الآن بين أحوال ثلاث إزاء هذا المجتمع الذي هو حركة مستمرة إن لم يكن إلى الأمام فإلى الوراء:

1- إما متربص ليستخدم القوة إذا حانت له الفرصة.

2- وإما ساكت فاقد الأمل من الإصلاح ينتظر قيام الساعة.

3- وإما من لا ينتظر هذا ولا ذاك، وإنما يصدع بالحق دون أن يخاف في الله لومة لائم، لأنه يرى من واجبه الأساسي الاستمرار في المعركة التي خاضها دون أن يخرج منها إلا بالنصر أو الشهادة، وإن مثل هذه المعركة يمكن لها أن تستمر وتنجح مهما طال الزمن، لأنها لا تحتاج إلى حماية السلاح، كما أنها لا تحتاج إلى عدد كبير من الناس، ففرد واحد يمكنه أن يظل في المعركة بإيمانه أمام الدنيا جميعاً. هكذا سنة الله في دعوة الأنبياء إلى الإسلام، وكذلك شأن من له بهم أُسوة حسنة.

والواجب الآن هو البلاغ المبين أيضاً

أما الإصلاح في زماننا هذا فكذلك الأمر، ولكن مع هذا لم نُتْرَك من غير أن يوضَّح لنا الطريق، ولقد نصح الرسول (عليه الصلاة والسلام) فيما سيحدث في المستقبل فكثرت في ذلك أحاديثه التي تدلُّ المسلمين على الواجب عليهم صنعه.

إن دورة الظاهرة (ظاهرة نشأة المجتمع الإسلامي) متكاملة في كل أحواله ليكون واضحاً لمن يريد إعادة الظاهرة فليس شيء منها خفياً.

أحاديث في الموضوع

1- أيها المسلم أنظر إلى هذا الحديث صحيح مسلم:

عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون حوله، فأتيتهم فجلست إليه فقال: كنّا مع رسول الله (ص) في سفر، فنزل منزلاً، فمنّا من يُصلح خباءه، ومنا من ينتضل(1)، ومنا من هو في جشره(2)، إذ نادى منادي رسول الله: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله (ص) فقال: « إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدلَّ أُمته على الخير ما يعلمه، وينذرهم شر ما يعلمه، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيفرق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول: هذه هذه. فمن أحبَّ أن يزحزح النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه. ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عن الآخر »، فدنوت منه فقلت له: أنشدك الله أأنت سمعت ذلك من رسول الله (ص)؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقلت له هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول:

(يَا أَيُّهَا الَّذيِنَ آمَنُوا لا تَأكُلُوا أَموَالَكُم بَينَكُم بِالبَاطِلِ إِلا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِنكُم وَلاَ تَقتُلُوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُم رَحِيمًا) [ النساء 4/29 ]

قال فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله.

2- حديث آخر صحيح مسلم أيضاً:

عن عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده قال:

« بايعنا رسول الله (ص) على السمع والطاعة؛ في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ».

3- حديث آخر:

عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلت على عبادة بن الصامت وهو مريض، فقلنا: حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به، سمعته من رسول الله (ص) فقال: دعانا رسول الله (ص) فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا ن بايعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكهرنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله. قال:

« إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان ».

4- وكذلك جاء في صحيح مسلم في باب (وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع، وترك قتالهم ما صلُّوا):

عن أم سلمة أن رسول الله (ص) قال:

« ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف بَرئ ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع ». قالوا أفلا نقاتلهم؟

قال: « لا ما صلُّوا ».

5- وفي سنن أبي داود والترمذي:

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص):

« إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ».

6- وفي صحيح مسلم:

سمعت حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس سألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: « نعم ». فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: « نعم وفيه دخن ». قلت: وما دخنه؟

قال: « يستنُّون بغير سُنَّتي، ويهدون ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ». فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: « نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ». فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: « نعم. قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتا ». قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: « تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ». فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: » فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ».

وفي رواية لمسلم أيضاً:

« لا يستنُّون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: « تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ».

ما يؤخذ من "هذه" الأحاديث

1- حرص رسول الله على دلالة أمته على ما يعلمه من خير، وإنذارها من شر ما يعلم.

2- حرصه على توضيح عمل من بايع إماماً ثم جاء آخر ينازعه.

3- فهم أصحاب الرسول: الطاعة في طاعة الله والمعصية في معصية الله.

4- عدم منازعة الأمر أهله، مع عدم ترك قول الحق.

5- السماح بالمنازعة شريطة أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان.

6- النهي عن القتال، ما وجدت الصلاة.

7- من أعظم الجهاد كلمة العدل عند السلطان الجائر.

8- السمع والطاعة في غير المعصية وإن ضُرب الظهر وأخِذَ المال.

نفهم من جميع ما سبق شيئين خطيرين:

أولهما: وجوب قول الحق دون قيد أو شرط، وأخذ العهد به ابتداء.

آخرهما: جواز المنازعة مع التحفظ الشديد أي شريطة وجود الكفر البواح الذي يوجد فيه من الله برهان.

والذي أريد أن أقوله هنا: إن المسلمين عكسوا القضية حيث أنهم صاروا يتحفظون في الشيء الأول تحفُّظاً شديداً فنظروا إليه بالخطورة نفسها التي ينبغي أن ينظروا بها إلى الشيء الثاني، فالأمران عندهم سواء.

كما أن المسلمين ـ إلا من رحم ربك ـ نظروا إلى القسم الثاني نظراً ذاتياً أكثر من أن ينظروا نظراً موضوعياً.

إلا أن النتائج في سنن الله لا تكون حسب النظر الذاتي بل حسب النظر الموضوعي. أعني بهذا أننا نصدر حكمنا في الموضوع على حسب ما في أذهاننا، لا على حسب ما هو في الواقع. أي دون ا ننظر إلى ما في أذهان المجتمع، حيث لم يحدث فيه التغيير الذي يجعله يوافقك في حكمك ويظل معك. فلم تؤدِّ بعد واجب الدعوة حتى يتكون لديك رصيد المجتمع المتميز الذي قَبِلَ أن ينفذ به وعليه حكم الله.