الأنبياء وتسريع عملية التغيير
من Jawdat Said
أراك، أيها القارئ، تسخط مني وتقول: لم التطويل؟ لم اللّف والدوران؟ لم لا تقول ما تريد أن تقوله بسهولة؟
ليس السبب، يا عزيزي، هو أنني أحب التطويل واللف والدوران، ولكنني لم أتعلم بعد كيف أختزل زمن التربية، إننا لا نزال نعتمد على أسلوب (ألف ليلة وليلة).
إن التغيير لا زال يحدث تلقائياً، وفق أسلوب الطبيعة، وإلى الآن لم يتدخل البشر في تسريع التاريخ أو اختزاله أو الاعتبار به.
أحياناً أسمع أن الفيزيائيين يشعرون بالحاجة إلى تسريع الجزيئات الذرية ليكشفوا قوانينها، ويبنوا أبنية وآلات خيالية يسموها المسرعات، أنا لا أفهم هذه الأمور، ولا أعرف إن كان تسريع التاريخ مرتبطاً بذلك أيضاً، ولكن الذي أعلمه وأزعمه هو أن مهج الأنبياء في تسريع التاريخ لم ينتبه إليه أحد بعد، بل أن الناس نسخوه حتى صار صعب الكشف، وصار الفلاسفة يخجلون من طرحه أو الحديث عنه.