«لوكان الدين بالعقل»: الفرق بين المراجعتين

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
(جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة)))
 
سطر ١: سطر ١:
 +
{{مقالات ذات صلة}}
 
==جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))==
 
==جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))==
 
لماذا مشكلة العالم الإسلامي معقدة إلى هذا الدرجة وكيف لا نجد مخرجا من أزماتنا، وكيف لا قدرة لنا على فهم المشكلات، إني أحاول أن أحوم حول الموضوع ولكن لا أتمكن جيدا بالإمساك بالمشكلة إننا في العالم الإسلامي نقوم بالمواعظ الجليلة في تقديس العلم ومدح العلم وتعظيمه واحترامه ونسوق الآيات والأحاديث والحكم والأشعار في رفع شأن العلم، ثم مع ذلك وفي الوقت نفسه تجدنا ندين العلم بينما نرفع أصواتنا ونحن نقول الإسلام دين العلم والعقل ثم في مجال آخر نحتقر العلم والعقل ونستبعدهما وكأن العلم والعقل عدوان للدين والإيمان، وينبغي أن يتخلى عن العقل والعلم حتى نكون مؤمنين.
 
لماذا مشكلة العالم الإسلامي معقدة إلى هذا الدرجة وكيف لا نجد مخرجا من أزماتنا، وكيف لا قدرة لنا على فهم المشكلات، إني أحاول أن أحوم حول الموضوع ولكن لا أتمكن جيدا بالإمساك بالمشكلة إننا في العالم الإسلامي نقوم بالمواعظ الجليلة في تقديس العلم ومدح العلم وتعظيمه واحترامه ونسوق الآيات والأحاديث والحكم والأشعار في رفع شأن العلم، ثم مع ذلك وفي الوقت نفسه تجدنا ندين العلم بينما نرفع أصواتنا ونحن نقول الإسلام دين العلم والعقل ثم في مجال آخر نحتقر العلم والعقل ونستبعدهما وكأن العلم والعقل عدوان للدين والإيمان، وينبغي أن يتخلى عن العقل والعلم حتى نكون مؤمنين.

المراجعة الحالية بتاريخ ١٠:١٣، ٢٨ مارس ٢٠٠٩

مقالات ذات صلة
......................
انقر هنا لتحميل المقالات (Doc)

جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))

لماذا مشكلة العالم الإسلامي معقدة إلى هذا الدرجة وكيف لا نجد مخرجا من أزماتنا، وكيف لا قدرة لنا على فهم المشكلات، إني أحاول أن أحوم حول الموضوع ولكن لا أتمكن جيدا بالإمساك بالمشكلة إننا في العالم الإسلامي نقوم بالمواعظ الجليلة في تقديس العلم ومدح العلم وتعظيمه واحترامه ونسوق الآيات والأحاديث والحكم والأشعار في رفع شأن العلم، ثم مع ذلك وفي الوقت نفسه تجدنا ندين العلم بينما نرفع أصواتنا ونحن نقول الإسلام دين العلم والعقل ثم في مجال آخر نحتقر العلم والعقل ونستبعدهما وكأن العلم والعقل عدوان للدين والإيمان، وينبغي أن يتخلى عن العقل والعلم حتى نكون مؤمنين.

في مقال سابق حاولت أن أضع بعض الملاحظات في الإيمان والإسلام والشريعة، وكنت قصدت من ذلك أركان الإيمان والإسلام من الإيمان بالله واليوم الآخر والرسل والكتب والإسلام الشهادة بوحدانية الله والصلاة والزكاة والصوم والحج، أما الشريعة وقصدت بها المعاملات بين الناس فكنت قلت أن الإيمان بالإقناع والإسلام بالإتباع والحكم بين الناس فيما بينهم بالعدل، وأننا إذا تنازعنا في تحديد ما هو العدل نأخذ برأي جمهور أهل الذكر والاستنباط وأهل الاختصاص. وهذه القضايا الثلاث لا بد من إظهار حكمها العميقة في طبائع البشر.

ونحن لما نقول إن الإسلام ( أعني العبادات من صلاة وصوم وحج ) إن هذه الأمور بالاتباع أي نفعل كما فعل الرسول حيث قال صلوا كما رأيتموني أصلي وخذوا عني مناسككم ونصوم كما صام هذه الأمور العبادية بالإتباع لأنها رموز كل قد علم صلاته وجعلنا لكل أمة منسكا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم هذه الرموز قد تختلف شكلها شكل الحركات من قيام وركوع وسجود وقعود وعدد الركعات والسجدات وأنواع التلاوات والأوقات والاتجاهات التي يتوجه إليها الناس وأماكن الحج وأزمنتها …إلخ وأنواع الطهارات هذه هي الشعائر والشعارات لكل أمة شعائرها كما لكل دولة أعلامها وأشكال أعلامها وألوانها وأنواع عملاتها وخاصة الورقية.

إن حياة الإنسان رموز واللغة التي يتحدثون بها رموز ولكن كونها رموز ليس معناها أنها تستند إلى معقولية فهذه العبادات الإسلامية التي لا يراها البعض أمورا عقلية قد يكون لها جانبها العقلاني العميق جدا وقد يكون لها جانبها الرمزي وفي اختلاف اللغات آية ولكن حين يساق الكلام لنفي العقلانية عن الدين فيقال مثلا لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلى الخف فهذا الخلط يراد به إغلاق باب الفهم والفكر وملاحظة العواقب بهذا الأسلوب السهل ننفي العقل عن الدين ليفرض من يريد أن يفرض اللامعقولات باسم الدين وكذلك لما يتمسك بعض الناس بشريعة الله في إسكات الناس ليس ألسنتهم وإنما إسكات عقولهم أيضا حين يقولون نريد شريعة الله نعم نريد جميعا طاعة الله وقبول شريعته ولكن علينا أن نعلم من غير تردد من أن شريعة الله هو العدل بين الناس ولكن تفاصيل العدل بين الناس تختلف من زمن إلى زمن، وإذا اختلفنا فيما هو العدل نرجع إلى أهل الذكر وأهل الذكر قد يختلفون ولكن حين تتعدد الآراء نأخذ برأي جمهور أهل الذكر ويبقى لأصحاب الآراء الحق بالدعوة إلى وجهات نظرهم ولكنها لا تصير نافذة إلا إذا صار جمهور أهل الذكر يقبلون به ومن وقت أن فقد المسلمون الشورى والأخذ برأي الجمهور في اتخاذ القرارات فقد المسلمون الرشد والرشاد ولم يعد للعقل والمعقولية مكان في حياتهم بينما الرسول (ص) لم يتخذ قرار الحرب في غزوة بدر إلا بعد أن أوضح اللذين معه موقفهم في اتخاذ القرار إن الرسول لم يفرض عليهم الحرب باسم الله بل كانوا يسألونه في اتخاذ القرار وما يرجع إلى الرأي والفكر ليناقشوا بمعقولية وينزل الرسول على رأيهم وفي غزوة أحد عارض الأكثرية في جعل المعركة في المدينة وتنازل عن رأيه موافقة لرأي الأغلبية، وفي غزوة الخندق مواقف عدة.

حين نرجع نحن إلى مناقشة الأمور من قبل أهل الذكر واتخاذ القرار بالرأي الذي يوافق عليه الجمهور وبذلك نكون سلكنا طريق الرشد، وما دام هذا الموضوع مختلطا ويكون القرار من دون موافقة الجمهور ومن دون تقليب وجهات النظر بالخضوع لرأي معين دون أن يمر بمصفاة أهل الذكر فيكون الاحتكام إلى القوة لا إلى الفكر والعلم وما لم يتحرر الفكر من الإكراه وما دام الإنسان يذعن للإكراه والقوة ولا يشهد للفكر ولا للذي يراه صوابا فهنا يكون العالم الذي لا منطق فيه ولا عقل، وعند ذلك يتحول الدين والحكم إلى قضايا غير قابلة للتفكير فيه ويكون ذلك بعزل العقل والعلم والخضوع للقوة ولكن العلم والعقل الذي يخضع للقوة لا يجد وسيلة لتقييد القوة بالعلم والعقل فهذا ليس بعلم ولا بعقل لأن جوهر الإنسان وما نفخ الله فيه من الروح يتسحر له ما في السماوات وما في الأرض والإنسان الذي يسمع ويعقل لا يمكن أن يذل في هذا العالم الذي نعيش فيه الآن ولا في العالم الآخر الذي لا يخذى فيه أهل السمع والتعقل لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير.

إن الجنة والنار في الآخرة مشكلة عقلية علمية سننيه إن ضياع العقل والعلم والسنة ضياع للإنسان لهذا ليس عجيبا أن يكون العالم الإسلامي في ضياع في هذا العالم إن الهوان والضياع للإنسان كل إنسان يرجع إلى التخلي عن السمع والبصر والقرآن حين يكثر من ذكر وصول الإنسان إلى درجة العجز عن السمع والبصر ما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم إذ كانوا يجحدون بآيات الله حينما يترك الإنسان الرجوع إلى آيات الله يحق عليهم القول فيذلون ويخزون ولا بد من فهم آيات الله في الآفاق والأنفس عالم الأشياء هو عالم الآفاق وعالم الأنفس هو عالم الأفكار لهذا لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ونحن العالم الإسلامي عظمنا الآباء وعظمنا الأشياء وألغينا آيات الله في الآفاق والأنفس قانون الأشياء المادية وقانون الوعي الإنساني سنة الله في الوجود المادي المسخر وسنة الله في الوجود النفسي نحن عندنا استعداد للتمسك بما ألفينا عليه آباءنا بدون الرجوع إلى سنة الله في الآفاق والأنفس نحن أعطينا القداسة لفهم عصر معين فألغيت دلالة آيات الكتاب لأننا ألغينا آيات الآفاق والأنفس إن الكتاب لا يجدي ولا ينفع حين لا تدعم بآيات الأفاق والأنفس فمن هناك قال الرسول لزياد بن لبيد ثكلتك أمك يا ابن لبيد كنت أظنك أفقه أهل المدينة أو ليست اليهود والنصارى بأيديهم التوراة والإنجيل ولا ينتفعون منهما بشيء متى نصير نفهم معنى لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير أصاب الهوان والذل والخذي في الحياة والرسول يقول ولا يذل من واليت ويقول الله وليس له ولي من الذل هذه الآيات والأحاديث لا معنى لها عندنا لأننا ألغينا آيات الآفاق والأنفس التي تشهد لآيات الكتاب متى سنتعلم تغيير ما بالأنفس ومتى نصير نفهم آيات الآفاق والأنفس لن نفهم ذلك إلا إذا دفعنا ثمن ذلك من العذابات الأليمة إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يرو العذاب الأليم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم.