دراسة التاريخ في المدة الطويلة

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


لقد بدأ المؤرخون الآن يتلمسون هذا الاتجاه، ومدرسة الحوليات ابتكرت دراسة التاريخ في المدّة أو الفترة الطويلة، وقد شعر رواد هذه المدرسة أن الأحكام لا تكون صائبة إلا إذا كانت معتمدة على الأزمنة الطويلة أي العواقب التي تستمر طويلاً أو تأتي متأخرة، ولهذا يشعرون أن حكمهم على الأحداث يكون اكثر عمقاً وموضوعية كلما ابتعدنا عنها في الزمان، وهذا الاتجاه في دراسة التاريخ يعد تقدماً نحو الأسلوب النبوي الديني، نحو أسلوب الأنبياء الذين كانت لهم قدرة على الصبر على مبادئهم حين كان الناس يسخرون منهم.

لقد ضرب عيسى عليه السلام مثلاً على ذلك في الإنجيل حين تحدث عن الأنبياء الكذبة الذين يأتون بلباس الحملان وهم في الداخل ذئاب خاطفة، فسألوه: يا معلم: كيف نميزهم؟ فقال لهم بجملة واحدة قصيرة ولكنها طويلة المغزى وعميقة جداً، أجابهم قائلاً: « من ثمارهم تعرفونهم، هل يمكن أن تجني من الشوك عنباً، ومن الحسك تيناً ».

إنه المنهج التاريخي، إنه الميزان الحساس الدقيق، وأياً كانت صعوبته؛ فإنه هو المرجع، وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المعنى في سورة الرعد، فبعد أن ذكر قانون التغيير في التاريخ، وأنه يبدأ مما بالأنفس، وما بالأنفس يأتي من تأمل الأحداث، والأحداث بعواقبها وخواتيمها، بعد ذلك ذكر أن الماء الذي ينزل من السماء يحتوي على الحياة والنماء كما يحتوي على الزبد والرغوة فقال: (أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً، وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ) ثم ربط البيان الإلهي بين هذا الزبد وبين الحق والباطل، والصحيح والخاطئ، والضار والنافع في مسيرة التاريخ فقال: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ، كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ) الرعد: 13/17، (وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إلاَّ الْعَالِمُونَ) العنكبوت: 29/43.

وفي الإنجيل أن عيسى عليه السلام كان يكلم الناس بأمثال، ولم يكن يكلمهم بغير أمثال، والتعلم كله يكون بالأمثال، والأقدر على استحضار الأمثال الواضحة هو الأقدر على التعليم، والمعلم القدير هو الذي يقدم العلم للناس في أمثلة تجعلهم يقتربون من الموضوع أكثر، ولا يقل تبسيط العلم عن اكتشافه، وتبسيط العلم هو فن من أعظم الفنون الجميلة، ولا يقدره إلا من يعانيه.

الفصل الأول: السلطة والمعرفة الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
بدايات التفكير بـ (كن كابن آدم)ابن آدم ومشكلة الفسادأثر المناخ الثقافي في آلية التفكيرأمراض الجسد وأمراض الفكر والنفسبل أنتم بشرالمسلمون وعبر التاريخالإله وتصوراتنا عنهالواقع وما بالأنفسمرجعية العواقبالعدمية في الفلسفة الحديثةدراسة التاريخ في المدة الطويلةثم جعلنا الشمس عليه دليلاًالواقع والصور الذهنيةبناء الحياة الراشدةالخوف من المعرفةالخروج من لعبة القاهر والمقهورالقرآن و(لا إكراه في الدين)ميزان الزبد والنافعالقرآن ومبدأ التوحيدالتوحيد و(لا إكراه في الدين)ميزان العواقببين الرشد والغيالجهاد و(لا إكراه في الدين)عواقب التباس الرشد بالغيتعميم مبدأ اللاإكراهالعالم وعقيدة التشاؤم