تركتكم على المحجة البيضاء

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث

جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))

ليلها كنهارها لايضل عنها إلا زائغ

حين نمرر المغناطيس على برادة الحديد تنتظم هذه البرادات بشكل منتظم دقيق كما إبرة المغناطيس تتجه إلى الشمال مفاهيم النبوات ينبغي أن تكون واضحة وإني لأحس أنها واضحة المعالم تضيؤها آيات الأفاق والأنفس ليلها كنهارها في الوضوح اليوم وأنا أكتب هذه المقالة سمعت أن رئيس يوغوسلافيا غادر مع أسرته إلى موسكو وسمعت مع هذا الخبر أن كلينتون أمر أن ينفض مجلس الأمن ولا يتخذ قراراً في شأن إنتفاضة القدس حتى لايضطر إلى ممارسة حق الفيتو قوانين الكهرباء والمغناطيس بهما نسمع ونرى الأحداث وأنا أزعم أني أرى وأسمع الأحداث بالقانون الذي جاء به الأنبياء إن إحتجاجات المعارضة اليوغوسلافية وإنتخاباتها يمكن فهمها على أساس قانون الأنبياء كلمة السواء وكلمة الله وكلمة التقوى وكلمة أن لايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً ولم يقل أن لايتخذ بعضنا بعضاً عبيداً حتى لايلتبس علينا حتى لايصير النهار ليلاً في الظلام والعجز عن الرؤية إن قانون المجتمع قانون الأقوام مثل قانون الفلك كم خدع إلتباس فهم سير الفلك كم خدع الناس إن قانون الفلك ليس هو الذي تغير إن الشمس لم تدر حولنا كما ظننا بل الأرض كما إنكشف للناس أنا لما أقول إن قانون الفلك مثل قانون المجتمعات مثل قانون الأقوام إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إن الفلك ليس الذي يغير نظامه وإنما ما بنفس البشر هي التي تتغير ما كنت أفهم الحوار الإبراهيمي ولم أكن أتمكن من فهم الحوار بين إبراهيم وأبيه وبين إبراهيم والذي آتاه الله الملك إذ قال ربي الذي يحيي ويميت قال الملك قال النمرود أنا أحيي وأميت قال إبراهيم إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر .

إن قانون الله واحد في الفلك في حركة الفلك في الشمس والأرض كذلك قانون المجتمع واحد سواء إعترفنا أم لم نعترف يأيها الإنسان إن كنت لاتعترف بقانون الفلك فأتي بالشمس من المغرب وإن كنت لاتعترف بقانون الأقوام غير الواقع البشري من غير أن تغير ما بأنفس البشر من تصورات من إيمان من فكر هذا الإلتباس العظيم في الخطأ في فهم الفلك بشبه الإلتباس في فهم المجتمع من أن ميلوزوفيتش لم يتنازل عن طيب خاطر من نفسه كما أن كلينتون لن يتنازل عن حق الفيتو بل الأعجب مطلب كلينتون (ينبغي أن لاتقرروا شيئاً من دون موافقتي ولاتضطروني لإستعمال حقي في إلغاء الرأي العالمي بحقي) إن كلينتون الآن في مكان الكنيسة التي حكمت على برونو وجاليلو بالهرطقة إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إن ميلوزوفيتش لن يغيير ما بنفسه حتى تغير الشارع اليوغوسلافي ولن يغيير كلينتون حتى تغير الشارع شارع الكرة الأرضية ما بأنفسهم من أن حق الفيتو عار على البشرية كما أن ميلوزوفيش عار على يوغوسلافيا وكما كان الشاه شاه إيران عار على إيران حتى غير الشارع الإيراني ما بنفسه أريد أن أقارن بين شارع بلغراد وشارع إيران وشارع الجزائر لنكشف قانون الفلك الذي يحرك هذه الشوارع أوحركها ونحن ننظر إلى هذه الأحداث كأنه لاتنظمها قوانين كأن الظلام يحيط بها كأن نهارها ليل دامس لاقدرة لنا على فهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل إن سنة الله في الليل والنهار قانون ثابت كذلك قانون وعي الناس وتغيير ما بأنفسهم هو الثابت لما أدندن حول بلال كنموذج وحول أبو ذر الغفاري وعلي بن أبي طالب هدفي كشف القوانين الذي يجعل نظام المجتمع يخضع لقانون كما الفلك يخضع لقانون في الشهر الأول من عام 1978 م نشر الشاه مقالاً يستحف فيه بعلماء الإسلام بعنوان (إيران والإستعماران الأسود والأحمر) يعني الشيوعية والإسلام كما قال فرعون أمريكا لما سقط الإتحاد السوفيتي وتنبأ بزوال التحدي الإسلامي في ذلك اليوم قامت مظاهرات في مدينة قم في إيران قتل فيها 200 شخص وبعد أربعين يوم من ذاك التاريخ قامت مظاهرات في مدن إيران على أثر ذكرى الأربعين وشهداء قم وقتل في تبريز 500 شخص وتصاعدت المظاهرات حتى كان يوم 8-9-1978 في طهران فقتل مايزيد على 4000 شخص وكان ذلك بعد رمضان في ساحة الإجتماع التي سميت بعد ذلك ساحة الشهداء حتى إذا جاء شهر محرم إمتلأت شوارع طهران ومدن آخرى بالجماهير المصممة على الشهادة لأنهم يشهدون للحق لايخافون في أداء الشهادة لومة لائم فخرج الناس وهم يرتدون الأكفان إستعداداً للموت في سبيل الشهادة للحق بالحق فتقدم الناس رجالاً ونساءً في صفوف متراصة نحو فوهات البنادق الرشاشة الموجهة نحوهم فكانت مذبحة ذكر الناس بمذبحة الجمعة السوداء التي حدثت في 8\9\1978م ثم في التاسع والعاشر من شهر محرم تحدوا منع التجول وأعلن المتظاهرون إلغاء الملكية وإقامة الجمهورية الإسلامية وبعد مرور عام على مظاهرات مدينة قم إضطر الشاه أن يغادر البلاد في منتصف الشهر الأول في عام 1979م وإستقبل الخميني في الشهر الثاني من قبل جموع محتشدة يبلغ طولها 33كم.

من أول الستينات إلى آخر السبعينات قتل في إيران خلال عشرين سنة نحو ستين ألف من الشهداء في الحق دون أن يلجؤوا إلى مواجهة العنف بالعنف إن هذه المواجهة السلمية العجيبة التي تذكر بقصة السحرة الذين تحدوا فرعون الذي هددهم بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم في جزوع النخل حيث إتخذوا قرار الإيمان بالحق دون إذن فرعون (أمنتم له قبل أن آذن لكم ……قالوا لاضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا إن كنا أول المؤمنين) إن ما حدث في إيران من آيات الله في الآفاق والأنفس ومن آيات الله في إنتصار اللاعنف على العنف إن هذه المواجهة السلمية من طرف واحد إيران الجمهورية ليس إسماً ليس له مسمى وليس إسماً ما أنزل الله به من سلطان بل إسماً له مسمى وإنه شورى وإنتخابات نزيهة، إضطرت أمريكا إلى الإعتذار من لهذا الشعب الإيراني وبعد عشرين عام من دعمهم للشاه وبعد إعدام مصدق وبعد مرور عشرين عام على نجاح إيران أيقنت أمريكا على أن معنى إرادة الأمة هي التي تحكم هناك فيأست أمريكا من إمكان القضاء على التحولات في إيران كما كانت تفعل من قبل والذي أريد أن أقول أن الجزائر الجريحة دفعت ما يزيد على 100 ألف من الضحايا من الطرفين ولم يلح في الأفق الخروج من المأزق بعد إن رصيد إيران في الخروج من عبادة الإستكبار هو تحدي العنف باللاعنف إن خروج أحد الطرفين من لعبة العنف المتبادل يهيئ لميلاد الشرعية في الحكم ولكن لن يترسخ الحكم الشرعي والشرعية في الحكم إلابتسليم الأطراف جميعاً أن لايلجأوا إلى العنف وإنما إلى إقناع الناس لاإلى إكراههم إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف إن القانون الفلكي الأول في الحياة الإنسانية أن البشر يعطون على الإقناع ما لا يعطون على الإكراه ومن لايفهم هذا لايمكن أن يدخل إلى إستثمار الإنسان ياعالم عربي إعتبروا بأحداث العالم إعتبروا باليابان الذي تحرر بدون حرب تحرير لطرد المستعمر المحتل وبدون مواجهة مسلح بأعزل أو أعزل على مسلح صارت قوة عظمى في العالم تحت سمعنا وبصرنا وكل الذين من جيلي يذكرون إستسلام اليابان ثم كيف صارت قوة عظمى ليس بقوة الإكراه وإنما بقوة الفهم والتفاهم وإن في إتحاد أوربا لعبرة ياعرب يمكن إختزال التاريخ أوربا تتحد من غير أن يخسر أحد شيئ ويربح الجميع ونحن يمكن أن نفعل هذا إذا فهمنا أنه ليس من الضروري أن ندفع قرابين بشرية ولاخسائر في الأموال إذا فهم المثقف إمكان ذلك وأنه يحدث في الأرض أمام أعيننا علينا أن لانفرح بالذي سيوحد العرب بالقوة والإكراه والإبتلاع عند ذلك نستطيع أن نبدأ بالحل لأن الحل في تصوراتنا لافي أمريكا ولا فلسطين ألاإن الحل في الدماغ وليس في العضلات.