المعرفة التاريخية والتطعيم ضد الفساد

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


إنني أنظر إلى هذه الأحداث بمنظار مختلف، فنحن جميعاً نسمع أن الدول المتخلفة أو التي لم تمكن من تحصيل العلم والمعرفة، أصبحت تطعّم أطفالها ضد شلل الأطفال وأمراض أخرى تسبب موت الأطفال وإعاقتهم، ويؤدي هذا إلى تراجع الجراثيم والأمراض إلى درجة أن جرثوم الجدري لم يعد موجوداً إلا في المخابر، حتى أنهم أعلنوا عن جائزة لمن يقدم حالة إصابة واحدة بالجدري؟، في حين أنه ومنذ زمن غير طويل كان يسجل في البطاقة الشخصية للفرد أه غير مصاب بالجدري، كعلامة فارقة.

وأنا أقول: إن هؤلاء الذين نفذوا الانفجارات وينفذونها، سواء أكانوا أمريكيين أو يابانيين أو مسلمين أو من أي جنسية أخرى، هؤلاء لو كانوا مطعمين بمعرفة تاريخية واضحة متسلسلة معقمة نظيفة، لما قاموا بهذه الأعمال.

إنني أعتقد أن المعرفة التاريخية هي التي ستقضي على الفساد في الأرض وسفك الدماء، سواء في ذلك جماعة قورش التي فجرت أوكلاهوما، وجماعة الحقيقة المطلقة في اليابان الذين فجروا قنابل الغازات السامة في الأنفاق، والذين اقتحموا المسجد الحرام واحتلوه أياماً في مطلع القرن الخامس عشر الهجري، وكذلك الذين فجروا مزار الرضا في مدينة مشهد، كل هؤلاء لم يكونوا ليقوموا بهذه الأعمال لو تزودوا بالمعرفة التاريخية. والمعرفة التاريخية لمسيرة الإنسان ستكون المصل الواقي من الفساد والإفساد وسفك الدماء، لا أقول هذا بالنسبة للشباب الذين يفجرون القنابل والسيارات المفخخة في العواصم العالمية، بل أقوله عن الرؤساء والزعماء العالميين والمحليين الذين اتخذوا القارات التي أشعلت حروب الخليج وفيتنام والجزائر وكل الحروب الاستعمارية والتحريرية، فالذي دفع الجميع هو عوزهم في المعرفة التاريخية.

تحدث هربرت ويلز في كتابه (معالم تاريخ الإنسانية) عن اللقاء الذي حدث بعد الحرب العالمية الأولى بين زعماء العالم آنذاك، ووصفهم بالسذاجة والجهل بالتاريخ، وأن صناديق العلم والتاريخ كانت مقفلة أمامهم.

لست باحثاً متعمقاً في دراسة التاريخ، ولكن قراءتي لتوينبي وويلز وآخرين أطلعتني على عالم مختلف عن عالم الناس.

حين تقابل غاندي ورومان، قال أحدهما - ولعله رومان -: إننا مواطنان غربيان في هذا العالم.

وبحسب القرآن فإن العالم لم تظهر فيه بعد مجتمعات واعية، ولهذا يُكثُر من الحديث عن هلاك الأمم لتي لم تعتبر بأحداث العالم.

يقول إقبال في تجديد التفكير الديني: حين يسوق القرآن عدة أحداث من أحداث القرون الماضية كما في سورة الأعراف والشعراء، فإنه يصدر حكمهُ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) الشعراء: 26/8 (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ، ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ) الشعراء: 26/208-209، (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا، وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ، وَمَا وَجَدْنَا لأِكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ، ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا) الأعراف: 7/101-103، (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الأعراف: 7/174، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ، وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً، وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلاً) الكهف: 18/54-55، (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) الكهف: 18/59.

يعرض عينات تاريخية، ثم يأتي بالقانون الذي يحكم العينات، ويحدد مسؤولية الناس في الاعتبار وتكرار الأخطاء، وصعوبة ربط الأسباب بالنتائج وعدم التدريب على استخلاص العبر.

الفصل الثالث: قراءتان للقرآن الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
النتائج المعجلة والنتائج المؤجلةفوكو والتاريخقانون الخير والأبقىالعدل والمساواة في القانونالخير اللحظي والخير الأدومالمعرفة التاريخية والتطعيم ضد الفسادخفاء العواقب المؤجلة أو إخفاؤهابين الآباء والأبناءبل تحبون العاجلة وتذرون الآخرةأبو ذر في التاريخمشكلة الفهمالدليل الذهني والدليل الواقعيفهمنا الخاطئ للرسولدلالات العذاب ونتائجهالنقد الذاتي والمراجعةتغييب معاني قصة ابن آدمالبشرية بين الجمود والتغييرالنسبية في الحياة الإنسانيةنحو كتابة التاريخ الإنسانيتساؤلات في موضوع الرشدالطفل وطرح الأسئلةالخلق الجسدي والخلق الفكريالتكبر والانصراف عن آيات اللهتغيير الحكومات وتغيير الأفكارالكبر والتغييرتحسين أسلوب الخطابالأنبياء وتسريع عملية التغيير