المشكلة الإسلامية والتحدي الفكري
من Jawdat Said
المشكلة الإسلامية بشقيها: السلفي والقومي؛ هي حسب ما أرى من النوع الثاني، فنحن لا نتهمهم في إخلاصهم، ولكننا نشك كل الشك في فهمهم، وفي الطرائق التي يريدون أن يحلوا بها المشكلات.
أنا لا أتهم أحداً منهم بعدم الإخلاص، فهم في نظري جميعاً مخلصون لأمتهم، ويريدون لها النجاح، ولكنني أتهمهم كل الاتهام في أفكارهم، وأنكر أساليبهم، وأعترض على النظر الذي ينظر به بعضهم إلى بعضهم الآخر.
إنهم جميعاً لا يشعرون أنّ بإمكانهم أن ينجحوا في المعركة الفكرية، فهذا قاسم مشترك وراسخ بينهم، وما لم نتمكن من فهم هذه النقطة فلا يمكن لنا أن نفهم المشكلة، ولا أن نحلها، لا بد من التأكد من ذلك، وإلا فلماذا لا يقبلون الدخول إلى التحدي الفكري؟
لا يقبلون التحدي الفكري؛ لأنهم لا يثقون بأن أفكارهم تنجح في المواجهة الفكرية، ويشعرون أن الناس سوف لن يقبلوا أفكارهم، هذه الهزيمة الفكرية هي مرض كلا الطرفين، فكلاهما لا يثق بأفكاره، حتى حين يثقون بأفكارهم؛ فإنهم لا يثقون بالناس، ويشعرون بأن الناس إن امتلكوا الحرية في اختيار المبدأ والدين، فإنهم لن يختاروا دينهم ومبدأهم.
لقد فقدوا الثقة، إما بالأفكار وإما بالناس وإما بهما جميعاً، وإلا فلماذا يرفض الأطراف جميعاً الدخول في المعركة الفكرية؟ لماذا يخافون من الساحة الفكرية، ويلجؤون إلى الساحة الجسدية؟ لماذا يمارسون الإكراه في الدين؟
إنهم جميعاً منهزمون فكرياً، ولا يطمئنون إلى الناس، ولا يشعرون أنه إذا خلي بين الناس وبين الأفكار فسيختارون أفكارهم.
المشكلة إذن، هي الهزيمة الفكرية، وهي القاسم المشترك الأعظم للأطراف جميعاً، والمهزوم فكرياً يلجأ إلى المعركة الجسدية.
فّلْنُثْبِتْ أولاً أننا واثقون من أفكارنا، واثقون من نجاحها، وأن النهاية ستكون لها.
علينا أن نصبر في المعركة الفكرية، لأن تركها واللجوء إلى المعركة الجسدية دليل على الهزيمة الفكرية، فلا بد من التطهير النفسي عند هذه النقطة.
إنهم يشبهون الطبيب الذي لا دواء عنده للمرض إلا قتل المريض لا معافاته، فبئس الطبيب هو!!
إننا نزعم أننا أطباء ماهرون لأمراض المجتمع الفكرية، ثم إن أسلوبنا في العلاج يكون بقتل المريض واغتياله، لا بإزالة المرض عنه.