المسلمون والتاريخ

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


إنني أندهش كثير اً حين أكتشف أن التاريخ (أيام الله) يفهم فهماً خاطئاً ومبهجاً من قبل المسلمين، الذين يتصورون أنه مجرد أكاذيب وفواحش ودجل وخداع، ولا يعرفون أنه مختبر سلوك البشر، ومجال فرز الحق من الباطل، وميزان الفوز من الخسران.

إنهم يندهشون أيضاً حين أقول لهم: إن التاريخ ليس هو الكذب والدجل، وإنما هو المصير الذي يؤول إليه الكذب أو الصدق.

في الحقيقة هم لا يعرفون التاريخ، ولا يدركون النور الذي ينبثق من الظلمات، ولذلك فهم يعيشون في الكذب من أدنى المستويات إلى أعلاها، ويشعرون باليأس والشك والمقت والحرمان.

هذا الطغيان والدجل والكذب يحمل بعضنا على مقابلته بالانفجار والتفجير أو الكذب المقابل، ويسجل بهذا الأسلوب الانتحاري احتجاجه على الكذب.

التاريخ ليس أكاذيب ودجلاً، التاريخ هو معبد ذي الجلال والإكرام، هو محكمة الخالق العظيم التي تحاسب الناس، لا تحاسبهم على ما في أذهانهم من الأهواء والظنون، ولا على ما تخيلوه من السراب ن وعاقبة السراب لا يمكن أن تكون ماءً أو ظلاً: (حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً، وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ، وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) النور: 24/39، التاريخ محكمة الحساب السريع، نعم الحساب السريع في الدنيا قبل الآخرة.

إن من لا يعرف التاريخ، ولا يحدق فيه، يظن ويتوهم أنه لا يوجد حساب، ولذلك فهو بطيء محبط، أما الذي يعرف التاريخ، فإنه يشعر بمعنى سرعة الحساب، الحساب الذي نعيشه نحن في عصرنا هذا، يشعر بهذا من درس الأزمان التاريخية، والأحقاب الجيولوجية، وكيف كان سيرها بطيئاً مملاً، وكيف صار التاريخ الآن بتسارع مستمر.

كيف نأخذ بأيدي الناس إلى معبد التاريخ، إلى الخشوع، إلى الجلال والجمال، إلى إبداع الخالق العظيم، إلى نبضات القلوب، وإلى خفقات النفوس، إلى الأجنحة التي تهفو للطيران، إلى ما في جوانحنا من شوق وتوق للعلو والصعود؟

كيف نقترب من لحظة التجلي؟ كيف تقترب من لحظة ابن خلدون الذي قال: « التاريخ في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول.. وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق،.. وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة.. ».

ماذا أكتب هنا؟ عن أي مفتاح أبحث؟ أين هو الضوء؟ ما هي الأرضية التي أحاول أن امهد عليها؟ ما هذا التاريخ؟ أي شيء هي هذه المرجعية التي أريد أن أستبدل بها المرجعية الحديثة؟ ما معنى المرجعية؟ عن أي شيء أبحث؟ كيف سأجعل للتاريخ معنىً مقدساً؟ لأي شيء كنت أسعى حين ذكرت سابقاً أنه علينا أن نتعلم أن نقرأ القرآن قراءتين اثنتين، قراءة أساسها أن التاريخ من صنع الله، وقراءة أساسها أن التاريخ من صنع البشر؟ ما هي الأشياء التي أريد أن أعرّف بها، وما هي أدوات المعرفة التي امتلكها؟ أي قرون استشعار عليَّ أن استخدم للدخول إلى معنى التاريخ؟ ما ثمن الدخول إلى معنى التاريخ؟ هل الدخول إلى هذا المعبد ميسور؟ ما هي الطرقات التي ينبغي علينا أن نسلكها كي يسمح لنا بالدخول إلى حرمه؟ لماذا كانت مكة بوادٍ غير ذي زرع، ولماذا وضعت حولها المواقيت التي لا يجوز لقاصد الحج أن يعبرها إلا مُحْرِماً ينشد نشيد الحج؟ ألا يمكن للإنسان أن يزور حرم التاريخ إلا بشق الأنفس؟ ما هي الهدايا التي اعتاد عليها في حياته كلها؟ هل عليه أن يخرج من المحيط؟ هل عليه أن يرجع إلى الوراء وينزع عن نفسه الأوزار من زينة القوم التي يحملها على ظهره، هل عليه أن يخرج من الرفث والفسوق والعصيان؟


الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
فعل الله وفعل الإنسانالارتباط الوثيق بين القراءتينموقف القرآن من الذي ينسبون أخطاءهم إلى اللهتوينبي ونظام سير الحضارةاستثمار طاقات الأطفالأثر المعرفة التاريخية في الإنساناحتفال القرآن بالمواقف التاريخية الصحيحةبين النظر والانتظارالتاريخ وفرز الحق من الباطلاهتمام القرآن بالتاريخالمسلمون والتاريخالتاريخ والحجة الإبراهيميةالمقدس والنافعالعواقب المعجلة والعواقب المؤجلةالدخول إلى معبد التاريخمذهب بلال ومذهب ابن آدمبلال وتغيير ما بالأنفساليأس والكفرالجنون والسحر والرحمة والعذابالأنبياء والرحمةمن دلالات حرب الخليجالقراءتان وصرف الإنسان عن الآياتأمراض الفكر وجراثيمه