الكبر والتغيير

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


أظن أن الكبر هو الذي يمنع الإنسان من أن يجعل نفسه من عداد البشر، الكبر ليس صفة إسلامية أو دينية أو وطنية، الكبر صفة إنسانية بشرية.

أظن أن الإنسان الذي يصاب بالكبر يرفض أن يكون مثل بقية البشر، ويرفض أن يطبّق عليه ما يطبّق على غيره من البشر.

ما هذا الجدار الذي وصلت إليه؟ هل أستطيع أن أتسلقه؟ هل يمكن أن أخترقه؟ هل أستطيع أن أرى ما وراءه؟ هل يمكن أن أعرف من أي المواد بني هذا الجدار؟ هل هو مبني بالحجارة، بالنار، بالحديد؟ من أي شيء بنى ذو القرنين سدّه؟ ما هذا الجدار الذي أتلمسه؟ ما هذا الكبر الذي إذا مسَّ الإنسان شيء منه جعله غير قادر على أن يسمع أو يبصر أو يفهم أو يعيد النظر؟ ما هذا الشيء الذي يجعله يستقيل من الحياة؟ ما هذا الكبر الذي يخلّف هذه الآثار الكثيرة؟ ما هذا الكبر الذي قال الله فيه: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) الأعراف: 7/146؟

قلت: أظن أن الكبر هو الذي يمنع الإنسان من أن يقبل بأن يكون كسائر البشر …

لديَّ ظنٌّ أو وهْمٌ بأنني إذا ما فهمت شيئاً ما، فإنني أستطيع أن أُفهمه لآخرين، أو لبعض الناس إن لم يكن كلهم، وصلت إلى هذا الظن بعد تجارب ومعاناة وممارسات، وإن كان الكثيرون يبخعونني ويفشلونني ويصدمونني، ولكن وعلى الرغم من هذا كثيراً ما أجد ما يعيد إليَّ الثقة والطمأنينة والتفاؤل، وعلى الأقل أجد ما يبقي في نفسي أملاً يمنعني من التوقف عن التفكير، للاهتداء إلى فهم أوضح، وأسلوب أقرب للفهم وأمثلة أيسر للهضم، وقد صرت أتهم نفسي بالعجز عن امتلاك الفهم المتمكن الذي يستطيع صاحبه أن يتلاعب بالأدلة القريبة الواضحة، والغامضة المدهشة، التي تلوي الأعناق لصالحها، ولا زلت أتذكر نصيحة ذاك الرجل المسنّ الأمي، الذي كنت أعيش معه في القرية، كان يقول لي هذه الحكمة: « إذا كنت تجلس على رقبة الفاهم فإنه لن يسقطك ».

إنني أشعر أن الفاهم المتدرب يستطيع أن يلعب بالأفكار كما يلعب لاعب الجمباز، وأن الكسيح فكرياً لا يستطيع أن يريك أي حركة رشيقة ولا يمكن له أن يضرب لك مثلاً مقّرباً ومضيئاً.

إن الناس يرتكبون أخطاء لا يحسّون بها ولا يشعرون، وإذا فعلها آخرون فإن هؤلاء يشعرون بها شعوراً حساساً ودقيقاً، إنهم يرون أخطاء الآخرين بمنظار مكبّر، مضروبة بأرقام خيالية، ويرون الأخطاء نفسها إذا ارتكبوها هم صغيرة تافهة محجّمة.

إذا ارتكب الآخر العنف فهذا فعل قبيح، وجريمة منكرة، أما إذا قام هو نفسه باستخدام أسلوب العنف فإنه يكون قائماً بفعل حسن، خارج عن وصف القبح والإجرام.

إنهم يرون الحسنة سيئة، والسيئة حسنة، هذا ما نمارسه يومياً ولحظياً، وهو ما نعيش فيه غرقى وسكارى منتشين إلى درجة لا قدرة لنا معها على كشف هذا المرض الذي هو خبزنا اليومي، وهذا لا يعود إلى أنه غير قابل للكشف، ولكن تذكّر قليلاً كيف تغفر للذين تحبهم، وكيف تسخط على الذين تكرههم، تذكر إن كنت لا تذكر كيف يكون المحب متسامحاً معطاءً باذلاً حريصاً على محبوبه، يشتعل قلبه تذكراً، ويشتعل فكره للعثور على الكلمات التي سيقولها لمن يحب، وليبحث عن الهدايا التي يريد أن ينال بها إعجاب من يحب.

تذكر أيها الإنسان المسكين كيف تتلاعب بك الأهواء في الحب والبغض، كيف تتقاذفك في الأودية السحيقة.

لا تقل أنا فوق سنن الله في الوجود، لا تقل إن سنن الله لا تحكمني ولا تنطبق علي، لا تتكبر، إنك من لحم ودم وعظم، إننا نخطئ في الليل والنهار، إننا نخطئ في الغضب والرضا، إننا نخطئ أخطاء فاحشة.

لعلي أرتكب، وأنا أكتب الآن، أخطاء سأخجل منها في المستقبل، وذلك على الرغم من أنني أحاول أن أكون موضوعياً، ولكننا لا نرى أعناقنا ملوية.

ما معنى الندم؟ ما معنى التواضع؟ ما معنى الكبر؟ كيف نصير متكبرين؟ كيف أزعم أنني كشفت ما لم يره أحد؟ هل أستطيع أن أبين هذا؟ من ذا الذي يستطيع أن يحلل نفسه؟ من ذا الذي يستطيع أن ينقد نفسه؟ ما الذي يكب الناس على وجوههم في النار؟ أليست حصائد ألسنتهم؟

الفصل الثالث: قراءتان للقرآن الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
النتائج المعجلة والنتائج المؤجلةفوكو والتاريخقانون الخير والأبقىالعدل والمساواة في القانونالخير اللحظي والخير الأدومالمعرفة التاريخية والتطعيم ضد الفسادخفاء العواقب المؤجلة أو إخفاؤهابين الآباء والأبناءبل تحبون العاجلة وتذرون الآخرةأبو ذر في التاريخمشكلة الفهمالدليل الذهني والدليل الواقعيفهمنا الخاطئ للرسولدلالات العذاب ونتائجهالنقد الذاتي والمراجعةتغييب معاني قصة ابن آدمالبشرية بين الجمود والتغييرالنسبية في الحياة الإنسانيةنحو كتابة التاريخ الإنسانيتساؤلات في موضوع الرشدالطفل وطرح الأسئلةالخلق الجسدي والخلق الفكريالتكبر والانصراف عن آيات اللهتغيير الحكومات وتغيير الأفكارالكبر والتغييرتحسين أسلوب الخطابالأنبياء وتسريع عملية التغيير