الحق والباطل والعواقب
من Jawdat Said
المشكلة ليست مشكلة لغوية، وليست أحداثاً تاريخية، بل هي عواقب صارمة تفصل بين الحق والباطل، وبين النافع والزبد، والحقائق ليست دعاوى أو أُمنيات، ولكن ائت بما هو أنفع ولسوف يذهب الزبد جفاءً، ائت بالحق ولسوف يزهق الباطل: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) الإسراء: 17/81.
من هنا نعلم قلة جدوى الكلمات المفصولة عن التجارب والعواقب، وخاصة حين نسمي الباطل حقاً، والحق باطلاً.
إننا نعيش أموراً ملتبسة، ولا نعيش الحالة الواقعية: (جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) سبأ: 34/49، نحن نعيش حالة: جاء الباطل وما يبدئُ الحق وما يعيد، من أدنى المستويات الثقافية في القرى إلى أعلى المستويات في الأمم المتحدة، وذلك مثل من لم يرفع بما بعث الله رسوله به رأساً.
إنني أرى عالماً مختلفاً عن العالم الذي نتصوره، مختلفاً من أخمص قدميه إلى قمة رأسه، عالماً مقلوباً، عالماً معكوساً، ودليلي على ذلك ظاهرة الشمس: (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) الفرقان: 25/45.
يظن الناس أنه قد ذهب عهد الجهل والجنون والخرافات والأساطير، وأننا نعيش في نور الإسلام ونور الحضارة، أو نور القرآن ونور الحديث كما قال أمير الشعراء شوقي:
بأيديهم نورانِ ذِكُرٌ وسُنَّة فما بالهم في حالِك الظلماتِ
أين نور الإسلام؟ أين نور الحضارة؟ أين عصر الأنوار؟
يظن الناس أنه لم يبق شيء يمكن اكتشافه، وليس هناك شيء قابل للاكتشاف، وإن كان هناك ما يمكن اكتشافه؛ فلا يمكن أن يكون شيئاً يقلب المفاهيم والأفكار!!..