التاريخ وفرز الحق من الباطل

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


الحق ليس هو ما في ذهنك وتصورك، الحق هو المصير، هو المنقلب، هو العاقبة، هو الموجود في الواقع..

الحق ليس تابعاً لتصوراتك الذهنية، ولا عبرة بما في ذهنك إذا م يستند إلى أدلة في الواقع، والناس قد يصلون إلى درجة إنكار الحق، وقد يصابون بالحيرة والالتباس من كثرة الاختلاف في التفاسير والمذاهب والرؤى، وقد يصل بهم الأمر إلى اليأس من وجود الحق، ولكن لا يخطر في بالهم أنه لا معول على ما في الأذهان من تصورات، وأن المعول عليه إنما هو المصير والعواقب، فإن لم يكن لك علم بالعواقب، فلا علم لديك، وإذا كنت لا تعلم العواقب فلا تدعِ امتلاك العلم: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) الإسراء: 17/36.

إنك إن لم تملك معرفة بالعواقب؛ فما عندك لا يعدو أن يكون أهواءً وظنوناً وتخرصات.

العواقب إنما تظهر في التاريخ، والقرآن يرجع إلى التاريخ، والمرجعية بحسب القرآن هي للتاريخ وعواقب الأمور.

ما في ذهنك ليس من الضروري أن يكون علماً، إذ قد يكون وهماً، ولذلك لا يكون ذهنك حكماً في التمييز بين الخطأ والصواب من الأمور التي في ذهنك أو في نفسك، فالذهن يجمع الحقائق والأوهام، ويخلط الحق بالباطل، وأما الذي يفرز الحق من الباطل، ويغربل الأوهام من الحقائق هو غربال التاريخ، والقانون فيه هو أن الزبد يذهب جفاءً وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وليس غير التاريخ شيء يمكنه أن يفرز الحق من الباطل، ولهذا فإن الله تعالى في كتابه قد جعل التاريخ مرجعاً. لكن بعض الناس يظنون أن التاريخ هو ما يكتبه الناس مما في أذهانهم، إلا أن التاريخ ليس كذلك، ليس التاريخ هو الكتب، لأن الكتب قد تكون مليئة بالخرافات، والتاريخ هو ما يذهب بالخرافات جفاءً، وهو ما يُبقي ما ينفع الناس.

كم مرّة ينبغي أن نكرر أن مرجعية القرآن هي التاريخ، هي عواقب النزاعات ومصيرها؟

بدون التاريخ لا يوجد علم ولا عقل، وكل علم أو عقل لا يعتمد على التاريخ؛ لا يعدُّ علماً أو عقلاً، بل هو وهم مهما كثر أتباعه وطال بقاؤه.

إن مصيره إلى الزوال والفناء، والبقاء هو للنافع الذي سيمكث في الأرض.

كم هو ملتبس هذا الموضوع؟ كم هو صعب وسهل في آن واحد؟ كم هو قابل للغموض، وكم هو بحاجة إلى تجلية وتوضيح؟

لن تكون هناك مرجعية ما لم يكن هناك ميزان أو مكيال، وحيث لا يوجد مقياس لا يمكن أن يكون هناك حق أو باطل، وما تراه حقاً مبيناً، قد يراه الآخر باطلاً مبيناً.

لقد اخضع الله ذاته وأنبيائه وكتبه، للقانون الذي يتجلى في الواقع، وبدون الواقع والعواقب فإن الله الحق لا يتميز من الله الباطل، والنبي الحق لا يميز من النبي الباطل، ولا يميز الكتاب الحق من الكتاب الباطل. كل هذه الأمور من ثمارها تعرفونها. وإننا حين نجعل العواقب والثمرات هي المرجع للحكم والتمييز، نكون قد بدأنا بالإمساك بشيء يمكن أن يخضع للتمييز، للميزان، للقسطاس، للمكيال، للإحصاء، للعد، للكيف.

الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
فعل الله وفعل الإنسانالارتباط الوثيق بين القراءتينموقف القرآن من الذي ينسبون أخطاءهم إلى اللهتوينبي ونظام سير الحضارةاستثمار طاقات الأطفالأثر المعرفة التاريخية في الإنساناحتفال القرآن بالمواقف التاريخية الصحيحةبين النظر والانتظارالتاريخ وفرز الحق من الباطلاهتمام القرآن بالتاريخالمسلمون والتاريخالتاريخ والحجة الإبراهيميةالمقدس والنافعالعواقب المعجلة والعواقب المؤجلةالدخول إلى معبد التاريخمذهب بلال ومذهب ابن آدمبلال وتغيير ما بالأنفساليأس والكفرالجنون والسحر والرحمة والعذابالأنبياء والرحمةمن دلالات حرب الخليجالقراءتان وصرف الإنسان عن الآياتأمراض الفكر وجراثيمه