«الإيمان والإسلام والشريعة»: الفرق بين المراجعتين

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
(صفحة جديدة: ==جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))== يقال عن الدين أنه يشمل الاعتقادات والعبادات والمعاملات وكتب ا...)
 
 
سطر ٢: سطر ٢:
  
 
يقال عن  الدين أنه يشمل الاعتقادات والعبادات والمعاملات وكتب الفقه مبنيةً على هذا الأساس، واعتبار العقائد على انه الفقه الأكبر هو الإيمان والتوحيد، وأنا أريد أن أتناول هذا الموضوع أو هذه المباحث من زاوية ما لعلها تساعد فهم أشياء في العمق، ويمكن أن نقول بإيجاز أن: العقائد تحصل بالاقتناع، وان العبادات تتحقق بالاتباع، وأما المعاملات فشريعة الله هو العدل. هذا الذي يقال عنه أركان الإيمان أن تؤمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر.  
 
يقال عن  الدين أنه يشمل الاعتقادات والعبادات والمعاملات وكتب الفقه مبنيةً على هذا الأساس، واعتبار العقائد على انه الفقه الأكبر هو الإيمان والتوحيد، وأنا أريد أن أتناول هذا الموضوع أو هذه المباحث من زاوية ما لعلها تساعد فهم أشياء في العمق، ويمكن أن نقول بإيجاز أن: العقائد تحصل بالاقتناع، وان العبادات تتحقق بالاتباع، وأما المعاملات فشريعة الله هو العدل. هذا الذي يقال عنه أركان الإيمان أن تؤمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر.  
 +
 
وأركان الإسلام الشهادة بالوحدانية لله والصلاة والزكاة والصيام والحج. وأما شريعة الله والمعاملات فالأصل فيه وركنه الأعمق هو العدل بين الناس (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل). فهذه الأقسام الثلاثة إذا فهمناها بوضوح يساعد ذلك على تحقيق الأمن في الحياة الإنسانية، لان العقائد بالإقناع ولا إكراه فيها فللناس الحق في أن يعتقدوا ما يشاءون إيمانا وكفراً لان العقائد أمور قلبية وتصورات فكرية ولا عقاب على الكفر في الدنيا. ولا يمنع الانسان من الكفر بالقوة لان الإيمان لا يتحقق بالإكراه ولا عقوبة على الكفر بالله واليوم الآخر في الدنيا، وللإنسان الذي يقبل العدل بين الناس وينبذ الإكراه في الدين فهذا له البر والقسط، وأي فتح ثغرات في هذا الموضوع وسن شرائع وعقوبات دنيوية ينتج عنه فساد في الأرض وسفك للدماء، ولهذا يخاف الناس من كلمة الكفر وتعتبر سباً أو تهديداً مبطناً، فإذا فهمنا أن الكفر له حق أن يعيش ما لم يحاول أن يفرض كقوة بالإكراه بالقتل والتهجير، فكما الكفر له حق أن يعيش كذلك الإيمان له حق أن يعيش لكن ذلك بشرط أن لا يحاول فرض إيمانه بالإكراه فلا يقبل منه. إذَن للكفر والإيمان حق أن يتعايشا ما لم يلجآ كلاهما الى فرض عقائدهما بالقتل والتهجير (أي بالإكراه). وسيحكم بينهما قانون الزبد فسيبقى ما ينفع الناس من العقائد ويذهب جفاءً ما يكون غثاءً من العقائد فهذا هو العدل وكلمة السواء، ولكن أهل الإيمان ضيعوا هذا الأصل فنتج عنه فسادٌ كبير ولكن علم الله في الانسان سيتحقق وسيضطر الناس الى إعطاء الحق للكفر بالبقاء، والشيء الوحيد الذي يمارس فيه الإكراه هو منع الناس من إكراه بعضهم على بعض في الدين وهذا بشرط أن تصنع مجتمع اللااكراه فإذا تحقق مجتمع اللااكراه الذي تتعايش فيه كل العقائد فلهذا المجتمع مساعدة المجتمعات الأخرى التي يمارس الإكراه عليها فان لم يمكن رفع الإكراه عنهم بغير إكراه فهذا هو الإكراه الجائز الذي هو الجهاد أو الحرب المشروعة وبدون هذا الشرط لا تكون الحرب جهاداً وإنما بغياً وعدواناً وطغياناً وفرض لعبادة البشر بعضهم بعض. وحتى بعد الانتصار عليهم في الحرب لهم حق أن يبقوا كفاراً جهاراً ونهاراً حيث الكفر لا يزال بالإكراه كما لا يزال الإيمان باالاكراه. ويمكن أن نقول إن القرآن يضع للحرب الشرعية شرطان شرط في المجاهِد وشرط في المجاهَد ضده، وما لم يتحقق هذان الشرطان فشريعة غاب وليس شريعة عدل ولا شريعة إنسان، أما شرط المجاهِد فهو أن يكون صنع مجتمع اللااكراه وأمة اللااكراه أي المجتمع الذي يتمتع فيه الناس بحق اتباع أي عقيدة شاء الإنسان، أما إن خرج الإنسان عن قبول اللااكراه في الدين وبدأ يمارس الإكراه العملي وليس الإقناع فهذا الذي خرج من ملة الأنبياء وملة إبراهيم ودخل في ملة أعداء الأنبياء وملة آزر الذين لا يقبلون أن يعيش معهم من ليس على اعتقادهم، حيث قال جميع الأقوام الذين عارضوا الرسل (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) وجواب النبيين (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها) فهذا شرط المجتمع الذي يمكن أن يمارس الحرب الشرعية. أما الشرط الذي يرجع الى المجاهَد ضده فهو الذي يمارس القتل والتهجير للذين ليسوا على ملتهم فمن فعل هذا يكون من حق مجتمع اللااكراه ومجتمع تعدد الأديان والحكم بينهم بالقسط، فهذا المجتمع هو الذي يجوز له أو تجب عليه الحرب ضد الذين يقتلون الناس ويهجرونهم من ديارهم لأديانهم وأفكارهم والكافر الذي لا يَقتُلُ ولا يُهَجِرُ ويقبلُ السلم والعدل في المجتمع يكون حمى نفسه وماله في مجتمع الأنبياء، وليس لأحد حق في إيذائه أو العدوان عليه والقضاء هو الذي يعطي للمجتمع العدل، فهذا فهمه يسير وهو العدل. وإلا لا يكون لك أيها المؤمن الحق في إنكار القتل والتهجير لأجل الأفكار إن كنت أنت تمارس القتل والتهجير (فان القوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)و(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) والمخاطب هنا هو أمة الرشد ولكن العالم الإسلامي الآن يلتف على هذا الموضوع فيجعل من الكفر سبباً للعدوان بل حين يقال عن أحد انه كفر فكأنه قال انه ينبغي أن يقتل، فمجتمعنا مؤمنه وكافره لا يؤمنون بحق المخالفة في الاعتقاد فهذا بدل أن يقولوا "يقتل" يقال كفر هذا عند المتدينين لمن خالفهم في الرأي والاعتقاد أما معارضوا أهل الدين من القوميين والعلمانيين وسائر أصناف الناس فان المخالف لهم في الرأي عميل للأعداء، أي معناه أيضا عندهم يقتل لأنه خائن ومع الأعداء فلهذا كلمة الكفر عند المتدينين وكلمة العميل عند العلمانيين للمخالف لهم في الرأي، فعندما تحاسب الناس على أفكارهم ولا تصدر عقوبة الإعدام عليهم لا يعود كلمة الكفر والعمالة مرعباً لان المخالفة في الرأي لا عقوبة عليها. لكن متى نصير مُقتدرين على تفهم هذه المواضيع؟ فحتى ذلك الحين سيكون خوفنا من بعضنا مسلمين مع مسلمين وقوميين عرب مع قوميين عرب اشد من خوفنا من الذين نقول عنهم أعدائنا الإمبرياليين أو الكافرين أو … الخ. وما دامت الأمور ملتبسة في هذه المواضيع فلا مخرج لنا من المهانة. ويمكن أن نعيد حربي الخليج ولا تكون لدينا قدرة على كشف أخطائنا لأننا لا نكون غيرنا ما بأنفسنا فلابد لنا من تكرار هذا القول حتى يتبين الرشد من الغي وحتى يتبين الفهم من القهر والعلم من الجهل والإيمان من النفاق. فهذا مسألة العقيدة التي هي أساس الدين وأرضه الذي ينبت فيه فما لم يكن الأساس متيناً ومبيناً فكل ما يبنى عليه فاسد فلهذا كل أعمالنا محبطة وخاسرة ومن لم يقتنع فليعد حرب الخليج. هذا في الاعتقادات.
 
وأركان الإسلام الشهادة بالوحدانية لله والصلاة والزكاة والصيام والحج. وأما شريعة الله والمعاملات فالأصل فيه وركنه الأعمق هو العدل بين الناس (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل). فهذه الأقسام الثلاثة إذا فهمناها بوضوح يساعد ذلك على تحقيق الأمن في الحياة الإنسانية، لان العقائد بالإقناع ولا إكراه فيها فللناس الحق في أن يعتقدوا ما يشاءون إيمانا وكفراً لان العقائد أمور قلبية وتصورات فكرية ولا عقاب على الكفر في الدنيا. ولا يمنع الانسان من الكفر بالقوة لان الإيمان لا يتحقق بالإكراه ولا عقوبة على الكفر بالله واليوم الآخر في الدنيا، وللإنسان الذي يقبل العدل بين الناس وينبذ الإكراه في الدين فهذا له البر والقسط، وأي فتح ثغرات في هذا الموضوع وسن شرائع وعقوبات دنيوية ينتج عنه فساد في الأرض وسفك للدماء، ولهذا يخاف الناس من كلمة الكفر وتعتبر سباً أو تهديداً مبطناً، فإذا فهمنا أن الكفر له حق أن يعيش ما لم يحاول أن يفرض كقوة بالإكراه بالقتل والتهجير، فكما الكفر له حق أن يعيش كذلك الإيمان له حق أن يعيش لكن ذلك بشرط أن لا يحاول فرض إيمانه بالإكراه فلا يقبل منه. إذَن للكفر والإيمان حق أن يتعايشا ما لم يلجآ كلاهما الى فرض عقائدهما بالقتل والتهجير (أي بالإكراه). وسيحكم بينهما قانون الزبد فسيبقى ما ينفع الناس من العقائد ويذهب جفاءً ما يكون غثاءً من العقائد فهذا هو العدل وكلمة السواء، ولكن أهل الإيمان ضيعوا هذا الأصل فنتج عنه فسادٌ كبير ولكن علم الله في الانسان سيتحقق وسيضطر الناس الى إعطاء الحق للكفر بالبقاء، والشيء الوحيد الذي يمارس فيه الإكراه هو منع الناس من إكراه بعضهم على بعض في الدين وهذا بشرط أن تصنع مجتمع اللااكراه فإذا تحقق مجتمع اللااكراه الذي تتعايش فيه كل العقائد فلهذا المجتمع مساعدة المجتمعات الأخرى التي يمارس الإكراه عليها فان لم يمكن رفع الإكراه عنهم بغير إكراه فهذا هو الإكراه الجائز الذي هو الجهاد أو الحرب المشروعة وبدون هذا الشرط لا تكون الحرب جهاداً وإنما بغياً وعدواناً وطغياناً وفرض لعبادة البشر بعضهم بعض. وحتى بعد الانتصار عليهم في الحرب لهم حق أن يبقوا كفاراً جهاراً ونهاراً حيث الكفر لا يزال بالإكراه كما لا يزال الإيمان باالاكراه. ويمكن أن نقول إن القرآن يضع للحرب الشرعية شرطان شرط في المجاهِد وشرط في المجاهَد ضده، وما لم يتحقق هذان الشرطان فشريعة غاب وليس شريعة عدل ولا شريعة إنسان، أما شرط المجاهِد فهو أن يكون صنع مجتمع اللااكراه وأمة اللااكراه أي المجتمع الذي يتمتع فيه الناس بحق اتباع أي عقيدة شاء الإنسان، أما إن خرج الإنسان عن قبول اللااكراه في الدين وبدأ يمارس الإكراه العملي وليس الإقناع فهذا الذي خرج من ملة الأنبياء وملة إبراهيم ودخل في ملة أعداء الأنبياء وملة آزر الذين لا يقبلون أن يعيش معهم من ليس على اعتقادهم، حيث قال جميع الأقوام الذين عارضوا الرسل (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) وجواب النبيين (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها) فهذا شرط المجتمع الذي يمكن أن يمارس الحرب الشرعية. أما الشرط الذي يرجع الى المجاهَد ضده فهو الذي يمارس القتل والتهجير للذين ليسوا على ملتهم فمن فعل هذا يكون من حق مجتمع اللااكراه ومجتمع تعدد الأديان والحكم بينهم بالقسط، فهذا المجتمع هو الذي يجوز له أو تجب عليه الحرب ضد الذين يقتلون الناس ويهجرونهم من ديارهم لأديانهم وأفكارهم والكافر الذي لا يَقتُلُ ولا يُهَجِرُ ويقبلُ السلم والعدل في المجتمع يكون حمى نفسه وماله في مجتمع الأنبياء، وليس لأحد حق في إيذائه أو العدوان عليه والقضاء هو الذي يعطي للمجتمع العدل، فهذا فهمه يسير وهو العدل. وإلا لا يكون لك أيها المؤمن الحق في إنكار القتل والتهجير لأجل الأفكار إن كنت أنت تمارس القتل والتهجير (فان القوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)و(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) والمخاطب هنا هو أمة الرشد ولكن العالم الإسلامي الآن يلتف على هذا الموضوع فيجعل من الكفر سبباً للعدوان بل حين يقال عن أحد انه كفر فكأنه قال انه ينبغي أن يقتل، فمجتمعنا مؤمنه وكافره لا يؤمنون بحق المخالفة في الاعتقاد فهذا بدل أن يقولوا "يقتل" يقال كفر هذا عند المتدينين لمن خالفهم في الرأي والاعتقاد أما معارضوا أهل الدين من القوميين والعلمانيين وسائر أصناف الناس فان المخالف لهم في الرأي عميل للأعداء، أي معناه أيضا عندهم يقتل لأنه خائن ومع الأعداء فلهذا كلمة الكفر عند المتدينين وكلمة العميل عند العلمانيين للمخالف لهم في الرأي، فعندما تحاسب الناس على أفكارهم ولا تصدر عقوبة الإعدام عليهم لا يعود كلمة الكفر والعمالة مرعباً لان المخالفة في الرأي لا عقوبة عليها. لكن متى نصير مُقتدرين على تفهم هذه المواضيع؟ فحتى ذلك الحين سيكون خوفنا من بعضنا مسلمين مع مسلمين وقوميين عرب مع قوميين عرب اشد من خوفنا من الذين نقول عنهم أعدائنا الإمبرياليين أو الكافرين أو … الخ. وما دامت الأمور ملتبسة في هذه المواضيع فلا مخرج لنا من المهانة. ويمكن أن نعيد حربي الخليج ولا تكون لدينا قدرة على كشف أخطائنا لأننا لا نكون غيرنا ما بأنفسنا فلابد لنا من تكرار هذا القول حتى يتبين الرشد من الغي وحتى يتبين الفهم من القهر والعلم من الجهل والإيمان من النفاق. فهذا مسألة العقيدة التي هي أساس الدين وأرضه الذي ينبت فيه فما لم يكن الأساس متيناً ومبيناً فكل ما يبنى عليه فاسد فلهذا كل أعمالنا محبطة وخاسرة ومن لم يقتنع فليعد حرب الخليج. هذا في الاعتقادات.
 +
 
أما العبادات فبالإتباع فلهذا قال الرسول صلوا كما رأيتموني أصلي وخذوا عني مناسككم وهكذا الصيام وليعبد كل ربه بما يعتقد أنه عبد به الرسول ربه وأمر به فإن كان الإكراه في الإيمان فلا إكراه في العبادة.
 
أما العبادات فبالإتباع فلهذا قال الرسول صلوا كما رأيتموني أصلي وخذوا عني مناسككم وهكذا الصيام وليعبد كل ربه بما يعتقد أنه عبد به الرسول ربه وأمر به فإن كان الإكراه في الإيمان فلا إكراه في العبادة.
 +
 
أما الشريعة التي هي المعاملات بين العباد في الأنفس والأموال والعلاقات الاجتماعية في السلم والحرب في الزواج والطلاق والحقوق والواجبات فشريعة الله العدل بين الناس. هذا هو لب العلاقات البشرية.
 
أما الشريعة التي هي المعاملات بين العباد في الأنفس والأموال والعلاقات الاجتماعية في السلم والحرب في الزواج والطلاق والحقوق والواجبات فشريعة الله العدل بين الناس. هذا هو لب العلاقات البشرية.
العدل بين الناس وليس بين المؤمنين فقط (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يأمر بالعدل والإحسان) في العلاقات بين الناس. لكن القاضي والحاكم بين الناس عليه أن يحكم بالعدل وليس له أن يحسن، إحسانه في الحكم هو أن يعدل، لكن الناس في تعاملهم مع بعض فالإحسان هو الأفضل لأن العدل هو التساوي والظلم هو أخذ ما ليس لك والإحسان أن تعطي أكثر مما يجب عليك والإحسان هو الذي يحول العدو الى ولي حميم (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) هذا الذي يندب الله إليه عباده.
+
 
الظلم ظلمات والجملة التي قبل آية الكرسي (والكافرون هم الظالمون).
+
العدل بين الناس وليس بين المؤمنين فقط (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يأمر بالعدل والإحسان) في العلاقات بين الناس. لكن القاضي والحاكم بين الناس عليه أن يحكم بالعدل وليس له أن يحسن، إحسانه في الحكم هو أن يعدل، لكن الناس في تعاملهم مع بعض فالإحسان هو الأفضل لأن العدل هو التساوي والظلم هو أخذ ما ليس لك والإحسان أن تعطي أكثر مما يجب عليك والإحسان هو الذي يحول العدو الى ولي حميم (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) هذا الذي يندب الله إليه عباده. الظلم ظلمات والجملة التي قبل آية الكرسي (والكافرون هم الظالمون).
 +
 
 
والعدل به قامت السماوات والأرض ومجتمع السواء هو مجتمع العدل أما مجتمع الإحسان فهذا لا يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم.
 
والعدل به قامت السماوات والأرض ومجتمع السواء هو مجتمع العدل أما مجتمع الإحسان فهذا لا يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم.
 +
 
ولكن إذا اختلفنا في ما هو العدل؟ فكيف يكون الحل بين المختلفين؟ هذا ما نسعى لبيانه!!!.
 
ولكن إذا اختلفنا في ما هو العدل؟ فكيف يكون الحل بين المختلفين؟ هذا ما نسعى لبيانه!!!.
 +
 +
 +
[[تصنيف:مقالات مجلة المجلة]]
 +
[[تصنيف:مقالات]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢١:٤٤، ٢٢ يوليو ٢٠٠٧

جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))

يقال عن الدين أنه يشمل الاعتقادات والعبادات والمعاملات وكتب الفقه مبنيةً على هذا الأساس، واعتبار العقائد على انه الفقه الأكبر هو الإيمان والتوحيد، وأنا أريد أن أتناول هذا الموضوع أو هذه المباحث من زاوية ما لعلها تساعد فهم أشياء في العمق، ويمكن أن نقول بإيجاز أن: العقائد تحصل بالاقتناع، وان العبادات تتحقق بالاتباع، وأما المعاملات فشريعة الله هو العدل. هذا الذي يقال عنه أركان الإيمان أن تؤمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر.

وأركان الإسلام الشهادة بالوحدانية لله والصلاة والزكاة والصيام والحج. وأما شريعة الله والمعاملات فالأصل فيه وركنه الأعمق هو العدل بين الناس (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل). فهذه الأقسام الثلاثة إذا فهمناها بوضوح يساعد ذلك على تحقيق الأمن في الحياة الإنسانية، لان العقائد بالإقناع ولا إكراه فيها فللناس الحق في أن يعتقدوا ما يشاءون إيمانا وكفراً لان العقائد أمور قلبية وتصورات فكرية ولا عقاب على الكفر في الدنيا. ولا يمنع الانسان من الكفر بالقوة لان الإيمان لا يتحقق بالإكراه ولا عقوبة على الكفر بالله واليوم الآخر في الدنيا، وللإنسان الذي يقبل العدل بين الناس وينبذ الإكراه في الدين فهذا له البر والقسط، وأي فتح ثغرات في هذا الموضوع وسن شرائع وعقوبات دنيوية ينتج عنه فساد في الأرض وسفك للدماء، ولهذا يخاف الناس من كلمة الكفر وتعتبر سباً أو تهديداً مبطناً، فإذا فهمنا أن الكفر له حق أن يعيش ما لم يحاول أن يفرض كقوة بالإكراه بالقتل والتهجير، فكما الكفر له حق أن يعيش كذلك الإيمان له حق أن يعيش لكن ذلك بشرط أن لا يحاول فرض إيمانه بالإكراه فلا يقبل منه. إذَن للكفر والإيمان حق أن يتعايشا ما لم يلجآ كلاهما الى فرض عقائدهما بالقتل والتهجير (أي بالإكراه). وسيحكم بينهما قانون الزبد فسيبقى ما ينفع الناس من العقائد ويذهب جفاءً ما يكون غثاءً من العقائد فهذا هو العدل وكلمة السواء، ولكن أهل الإيمان ضيعوا هذا الأصل فنتج عنه فسادٌ كبير ولكن علم الله في الانسان سيتحقق وسيضطر الناس الى إعطاء الحق للكفر بالبقاء، والشيء الوحيد الذي يمارس فيه الإكراه هو منع الناس من إكراه بعضهم على بعض في الدين وهذا بشرط أن تصنع مجتمع اللااكراه فإذا تحقق مجتمع اللااكراه الذي تتعايش فيه كل العقائد فلهذا المجتمع مساعدة المجتمعات الأخرى التي يمارس الإكراه عليها فان لم يمكن رفع الإكراه عنهم بغير إكراه فهذا هو الإكراه الجائز الذي هو الجهاد أو الحرب المشروعة وبدون هذا الشرط لا تكون الحرب جهاداً وإنما بغياً وعدواناً وطغياناً وفرض لعبادة البشر بعضهم بعض. وحتى بعد الانتصار عليهم في الحرب لهم حق أن يبقوا كفاراً جهاراً ونهاراً حيث الكفر لا يزال بالإكراه كما لا يزال الإيمان باالاكراه. ويمكن أن نقول إن القرآن يضع للحرب الشرعية شرطان شرط في المجاهِد وشرط في المجاهَد ضده، وما لم يتحقق هذان الشرطان فشريعة غاب وليس شريعة عدل ولا شريعة إنسان، أما شرط المجاهِد فهو أن يكون صنع مجتمع اللااكراه وأمة اللااكراه أي المجتمع الذي يتمتع فيه الناس بحق اتباع أي عقيدة شاء الإنسان، أما إن خرج الإنسان عن قبول اللااكراه في الدين وبدأ يمارس الإكراه العملي وليس الإقناع فهذا الذي خرج من ملة الأنبياء وملة إبراهيم ودخل في ملة أعداء الأنبياء وملة آزر الذين لا يقبلون أن يعيش معهم من ليس على اعتقادهم، حيث قال جميع الأقوام الذين عارضوا الرسل (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) وجواب النبيين (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها) فهذا شرط المجتمع الذي يمكن أن يمارس الحرب الشرعية. أما الشرط الذي يرجع الى المجاهَد ضده فهو الذي يمارس القتل والتهجير للذين ليسوا على ملتهم فمن فعل هذا يكون من حق مجتمع اللااكراه ومجتمع تعدد الأديان والحكم بينهم بالقسط، فهذا المجتمع هو الذي يجوز له أو تجب عليه الحرب ضد الذين يقتلون الناس ويهجرونهم من ديارهم لأديانهم وأفكارهم والكافر الذي لا يَقتُلُ ولا يُهَجِرُ ويقبلُ السلم والعدل في المجتمع يكون حمى نفسه وماله في مجتمع الأنبياء، وليس لأحد حق في إيذائه أو العدوان عليه والقضاء هو الذي يعطي للمجتمع العدل، فهذا فهمه يسير وهو العدل. وإلا لا يكون لك أيها المؤمن الحق في إنكار القتل والتهجير لأجل الأفكار إن كنت أنت تمارس القتل والتهجير (فان القوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)و(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) والمخاطب هنا هو أمة الرشد ولكن العالم الإسلامي الآن يلتف على هذا الموضوع فيجعل من الكفر سبباً للعدوان بل حين يقال عن أحد انه كفر فكأنه قال انه ينبغي أن يقتل، فمجتمعنا مؤمنه وكافره لا يؤمنون بحق المخالفة في الاعتقاد فهذا بدل أن يقولوا "يقتل" يقال كفر هذا عند المتدينين لمن خالفهم في الرأي والاعتقاد أما معارضوا أهل الدين من القوميين والعلمانيين وسائر أصناف الناس فان المخالف لهم في الرأي عميل للأعداء، أي معناه أيضا عندهم يقتل لأنه خائن ومع الأعداء فلهذا كلمة الكفر عند المتدينين وكلمة العميل عند العلمانيين للمخالف لهم في الرأي، فعندما تحاسب الناس على أفكارهم ولا تصدر عقوبة الإعدام عليهم لا يعود كلمة الكفر والعمالة مرعباً لان المخالفة في الرأي لا عقوبة عليها. لكن متى نصير مُقتدرين على تفهم هذه المواضيع؟ فحتى ذلك الحين سيكون خوفنا من بعضنا مسلمين مع مسلمين وقوميين عرب مع قوميين عرب اشد من خوفنا من الذين نقول عنهم أعدائنا الإمبرياليين أو الكافرين أو … الخ. وما دامت الأمور ملتبسة في هذه المواضيع فلا مخرج لنا من المهانة. ويمكن أن نعيد حربي الخليج ولا تكون لدينا قدرة على كشف أخطائنا لأننا لا نكون غيرنا ما بأنفسنا فلابد لنا من تكرار هذا القول حتى يتبين الرشد من الغي وحتى يتبين الفهم من القهر والعلم من الجهل والإيمان من النفاق. فهذا مسألة العقيدة التي هي أساس الدين وأرضه الذي ينبت فيه فما لم يكن الأساس متيناً ومبيناً فكل ما يبنى عليه فاسد فلهذا كل أعمالنا محبطة وخاسرة ومن لم يقتنع فليعد حرب الخليج. هذا في الاعتقادات.

أما العبادات فبالإتباع فلهذا قال الرسول صلوا كما رأيتموني أصلي وخذوا عني مناسككم وهكذا الصيام وليعبد كل ربه بما يعتقد أنه عبد به الرسول ربه وأمر به فإن كان الإكراه في الإيمان فلا إكراه في العبادة.

أما الشريعة التي هي المعاملات بين العباد في الأنفس والأموال والعلاقات الاجتماعية في السلم والحرب في الزواج والطلاق والحقوق والواجبات فشريعة الله العدل بين الناس. هذا هو لب العلاقات البشرية.

العدل بين الناس وليس بين المؤمنين فقط (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله يأمر بالعدل والإحسان) في العلاقات بين الناس. لكن القاضي والحاكم بين الناس عليه أن يحكم بالعدل وليس له أن يحسن، إحسانه في الحكم هو أن يعدل، لكن الناس في تعاملهم مع بعض فالإحسان هو الأفضل لأن العدل هو التساوي والظلم هو أخذ ما ليس لك والإحسان أن تعطي أكثر مما يجب عليك والإحسان هو الذي يحول العدو الى ولي حميم (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) هذا الذي يندب الله إليه عباده. الظلم ظلمات والجملة التي قبل آية الكرسي (والكافرون هم الظالمون).

والعدل به قامت السماوات والأرض ومجتمع السواء هو مجتمع العدل أما مجتمع الإحسان فهذا لا يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم.

ولكن إذا اختلفنا في ما هو العدل؟ فكيف يكون الحل بين المختلفين؟ هذا ما نسعى لبيانه!!!.