إياك نعبد وإياك نستعين
من Jawdat Said
ومن مصطلحات الإرادة (الإخلاص) والقدرة (الصواب)، العبادة: وهي إخلاص العمل لله. ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾ (سورة البينة: الآية 5). والاستعانة: هي تسخير ما خلق الله عليه الكون من السنن والأسباب. فالدين الحق: أن لا نعبد إلا الله، ولا نعبده إلا بما شرع الله. والاستعانة المطلوبة: أن يعلم العبد سنن الله ويستعين بها على تنفيذ أمر الله.
يقول ابن تيمية - رحمه الله -: (وكل عمل لا يعين الله العبد عليه فإنه لا يكون ولا ينفع، فما لا يكون به لا يكون، ومالا يكون له لا ينفع ولا يدوم. فلذلك أمر العبد أن يقول: إياك نعبد وإياك نستعين).
ويقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية: (وتقديم نعبد على نستعين لأن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة هي الوسيلة إليها).
والناس بالنسبة للعبادة والاستعانة أربعة أصناف:
1- من يعبد ويستعين وهذا هو صاحب الصراط المستقيم.
2- من لا يعبد ولا يستعين فأولئك كالأنعام.
3- ومنهم من يعبد ولا يستعين مثل بعض الذين يتركون ممارسة الأسباب في الحياة مُدَّعين التوكل على الله.
4- ومنهم من يستعين ولا يعبد.
وعموماً يمكن القول بأن المسلمين يغلب عليهم في الوقت الحاضر أنهم يعبدون الله ولا يستعينون بسننه. كما يمكن أن يقال أيضاً بأن العالم الغربي في هذه الظروف يمثل الصنف الذي يستعين بسنن الله والوسائل التي خلقها، فهم يتمتعون بنعم الله ولكنهم لا يعبدونه، ويأكلون من رزقه ولا يشكرونه.وقليل من الناس من يجمع العبادة والاستعانة ﴿وقليل من عبادي الشَّكور﴾ (سورة سبأ: الآية 23).
هذا في مستوى الفرد - ولهذا قيل: من العجائب، فقيه صوفي وعالم زاهد - أما في مستوى المجتمع فالموضوع فيه أعمق وأدق، ولهذا وصف الله أهل ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ بأنهم الأمة الوسط.
وجاء في صحيح مسلم ما يدل على أن ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ هو العهد الذي بين الله وبين العبد؛ عن رسول الله (ص): يقول الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل: إذا قال: الحمد لله ربِّ العالمين، قال: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليَّ عبدي. فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مَجَّدني عبدي. وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سال. وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمتم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
وهذه مشكلة الأمم فمنها من تستعين بالأسباب والوسائل التي وضعها الله تعالى ولا تعبده ولا تتعرف على أمره في العبادة. ومنها من تعبد الله ولكنها تغفل عن أمره بالاستعانة والتعرف على سننه وأسبابه. وعلى الشباب المسلم العابد الخاشع أن يتعلم الاستعانة بسنن الله تعالى على إقامة أمره.
جدول مصطلحات الإخلاص والصواب | ||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الإخلاص والصواب • إياك نعبد وإياك نستعين • لا إله إلا الله، محمد رسول الله • الغاية والوسيلة • لماذا وكيف • البواعث المعللة والطرق التنفيذية • الموثوق والمضطلع • العدل الضابط • الأمانة والقوة • الحفيظ العليم • القاعدة والقمة • اللاشعور والشعور • العاطفة والفكر • الأخلاق والعلم • القلب والعقل • مصطلحات أخرى |