أبو ذر شاهداً على الشرعية
من Jawdat Said
مقالات ذات صلة |
...................... |
انقر هنا لتحميل المقالات (Doc) |
جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))
لابدمن البدء من الأساس الذي تبنى عليه الشرعية ولا قيام لشرعية ولابنيان إلا على أساس واضح متين تتحمل كل الضغوط لأن البنيان الظاهر قاعدته هي الأساس ولما يقول الله تعالى(أفمن أسس بنيانه على تقوى الله ورضوان خيراً من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لايهدي القوم الظالمين)
الأساس هنا تقوى الله ورضوانه وتقوى الله ليكون واضحاً لابد من تذكره من نقطة واضحة وأنا ألم على فهم تقوى الله بإتقاء الخطأ في التعامل مع سنن الله في المادة والحياة والفكر وأنا أضرب المثل بسنن الكهرباء وقوانينه وكيف يضعون شعار الجمجمة مع العظام على أماكن التوتر العالي للكهرباء ويقصد به تحذير الناس من الإقتراب من الخطر عن جهالة لأن الكهرباء طاقة صاعقة مدمرة إذا أخطاء الإنسان في التعامل مع هذه الطاقة بأسلوب خارج عن سنن هذه الطاقة التي فطر الله عليها يكون التدمير جزاءه كذلك التعامل مع جسد الكائن الحي أما التعامل مع سنن طاقة الإنسان الذي سخر مافي السماوات وما في الإرض يكون مدمراً أكبر يقول الله(وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)
ويوضح القرآن كثيراً كيف يدمر القرى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح) هكذا قانون الله سنة الله وعلى الإنسان أن يتعرف على سنة الله في الأمم كيف تهلك فيتفاداها فهذا هو معنى التقوى( ياأيها الناس اتقوا ربكم) أي احذروا من مخالفة قوانينه هذا معنى التقوى ومعنى الإعتبار فاعتبروا ياأولي الأبصار إن الذين لايتفهمون معنى التقوى وأبعادها هم الذين يؤول أمرهم إلى أن يكونوا عبرة لأولي الأبصار وأولي الألباب وسنن الله وتقوى الله في تأسيس الأمم من أكبر سننه فلهذا إن بناء الأمم إن لم يتأسس على تقوى من الله على القوانين المتينة فتنهار به في نار جهنم في الأخرة وفي الدنيا يتحولون إلى عبرة لأولي النهى كيف نفهم شهادة أبي ذر على الشرعية شرعية نشأة الأمة من الصفر وكيفية مقابلة الأخطاء بأسلوب شرعي في البدء وفي الإستمرار وفي اعادة البدء بتأسيس الشرعية بعد أن تفقد اعادة التأسيس من جديد أنفاً فهذا ما كان قيل من أن آخر هذه الأمة لايصلح إلابما صلح به أولها الكلام كلام يمكن تأويله والتلاعب به ولكن سنة الله في الوجود لايمكن التلاعب بها.
إن الذين يتلاعبون بسنن الله هم الذين يخسرون والمسلمون فقدوا الرشد والشرعية في الحكم أوفي صنع الأمة الراشدة كما أتمنى أن يفهمه المسلمون لأن الحكم الراشد نتيجة تكون الأمة الراشدة وليس العكس بدليل علي بن أبي طالب وأبو ذر هو الذي فهم الشرعية في نشأة الأمة والحفاظ على استمرارها.
ونحن حين نفهم هذا القانون وسنة الله في نشأة الأمم وفسادها وهلاكها واعادة بناء الأمة الراشدة قانون لن تجدلها تبديلاً ولاتحويلاً ولالفاً ولادوراناً أرجوا من الشباب أن يتمكنوا من تأمل هذا وتفهمه فإذا فهم هذا يكون اعادته أهون من صنعه أنفاً لهذا يقول الله عن إعادة الله لخلق الناس في الآخرة من أنه أهون عليه كما بدأنا أول خلق نعيده.
لايكون صنع الشرعية بالعنف لايكون التعامل مع الكهرباء بالعنف وإنما بالسنة وبالقانون يتسخر وكذلك الإنسان ونحن ظننا بالله وبالإنسان الذي خلق الله في أحسن تقويم ظن السوء وظننا أنه يمكن أن نتعامل مع الإنسان بالاكراه لننال منه أفضل مردود ومالم نكشف سنة الله في الإنسان من أنه يعطي على الإقناع والإرشاد مالايعطي على الإكراه والتهديد ونكون وقعنا في الخطأ الذي لاخروج منه إلابتغيير ما بأنفسنا من هذا التصور الخاطئ.
وأبو ذر شاهد على الالتزام بالشرعية في البدء وفي الإستمرار لهذا لما نكشف السنة نفهم الرجال لأننا إذا عرفنا الحق نعرف من الذي على الحق وكان رجلاً واحداً أو اسرة واحدة يقول الله في مثل هذا (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين).
وهنا نكشف القانون الذي تكلم به علي بن أبي طالب حين رأى الناس يختلط عليهم الحق بالرجال الحق سنة الله ولكن الرجال يمكن أن يصيبوا ويخطئوا ولكن سنة الله لن تخطئ كما الكهرباء لاتخطئ ولن تخطئ ولكن الناس هم الذين يخطئون هذا معنى قول علي بن أبي طالب (ويلك لاتعرف الحق بالرجال إعرف الحق تعرف أهله) ونحن حين نكتشف سنن الله في بناء شرعية الأمة الراشدة فهذه السنن هي التي تكشف لنا من هم الرجال الذين كانوا مع سنة الله إن أباذر كان مع سنة الله ولكن الذين قتلوا عثمان وإن كانوا أكثر عدداً لم يكونوا هم الذين مع سنة الله ويلكم لاتعرفوا الحق بالرجال اعرفوا الحق تعرفوا أهله.
حين نقرأ في سنن أبي داوود من أن أباذر قال قال رسول الله (ص) يا أباذر قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال في الحديث كيف أنت إذا أحباب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف؟ قلت الله ورسوله أعلم أو قال ماخار الله لي ورسوله قال عليك بالصبر أوقال تصبر ثم قال يا أباذر قلت لبيك وسعديك قال كيف أتت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟ قلت ما خار الله لي ورسوله قال: عليك بمن أنت منه قلنا يارسول الله أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي؟ قال شاركت القوم إذن فقلت: فماتأمرني قال: تلزم بيتك قلت: فإن دخل علي لبيتي قال: فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبؤ باثمك وأثمه.
لما يروي أبو ذر هذا التوجيه النبوي كثيراً جداً من المسلمين لايقدرون على أن يفهموا هذا الحديث بل ويسخرون منه لأن سنة صنع شرعية الأمة قد ضاعت في الأمة الإسلامية منذ وقت مبكر وهذا في حاجة إلى شرح وإضاءة وسنظل ننحت فيه حتى نكشف سنة الله في إظهار دين الله على الدين كله هذا الحديث وأمثاله كثير في عدم اللجوء إلى العنف في بدء الدعوة مثل حال عبد الرحمن بن عوف الذي سبق أن أشرنا إليه في مقال سابق وكذلك عدم اللجوء إلى العنف حين يبدء الرشد ينحرف وإنما واجب المسلم في الحالتين أن يقول الحق ويبين الصواب ويبين الخطأ الذي يحدث ويكون التغيير في نفوس الناس بتوضيح الحق والباطل وليس باللجوء إلى العنف لهذا أبو ذر الذي شهد له الرسول بأنه ماتحت أديم السماء أصدق لهجة من أبي ذر ولم يسكت حين بدأ الرشد ينحرف وإنما أنكر المنكر وأمر بالمعروف حتى نفي وابعد ولم يكف لاقبل أن يلغى ولا بعد أن نفي عن إلتزام قول الحق فإذا قرأنا رواية تقول مثلاً من أن أباذر لما كان منفياً إلى الربذة في زمن عثمان: إذا آتاه نفر من العراق فقالوا ياأباذر فعل بك هذا وفعل فهل أنت ناصب لنا راية؟ فلنكمل برجال ماشئت(يعرضون عليه المعارضة المسلحة) فقال لهم ياأهل الإسلام وتعرضوا علي ذاكم والله لو أن عثمان صلبني لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ذلك خير لي إن الروايات التي في التاريخ حين نعرف نحن سنة تغير الأقوام الذي جاء به القرآن وأساسه الذي يبنى عليه المجتمع هو التعاون على البر والتقوى وليس التعاون على الأثم والعدوان الطاعة في المعروف وعدم الطاعة في المنكر أن ننفذ المعروف ولاتنفذ ولاتطيع في المنكر.
والمسلمون الآن يظنون أنه واجب الطاعة في كل ما يقوله الحاكم ألامن كان له أذنان للسمع فليسمع لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق إنما الطاعة في المعروف وحتى في المنكر لاتخرج عليه بالسيف كما حدث فعلاً بعد ذلك وإنما بعدم طاعته والناس يظنون الآن أنه يجب طاعته في المنكر أيضاً لهذا ما جاء في الصحيح من الحديث من أنه تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ولكن ليس معنى هذا أنك لاتبين الحق لأن عهد الله وعهد رسوله أن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ولكن لانخرج بالسيف هذا هو أبوا وهذه هي شهادة أبي ذر اللهم إني أشهد أن أبى ذر كان على الحق وبالحق وليس الخوارج الذين قتلوا عثمان وعلي.