الرشد وهدف الوجود

من Jawdat Said

مراجعة ١٢:٢٢، ٤ فبراير ٢٠٠٨ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


نحن الذين سنقوم بتزيين الرشد في القلوب، ونحن الذين سنجعل الكفر والفسوق والعصيان وسلوك سبيل الغي مكروهاً في القلوب، ومذموماً على الألسنة.

أين أهل البيان؟ أين محللو النفس؟ أين جواسيس القلوب - كما يقول بعضهم عن الصوفية -؟ أين أطباء تغيير ما بالأنفس؟ أين الشباب الأذكياء الذين يدرسون هذا النوع من طب القلوب؟ كيف سنزين الرشد في نفوسهم؟ في أي جامعة وأي كلية يمكن أن يُتعلم هذا العلم ويعثر على هذا الفهم؟

إنه موجود، إنه هدف العالم، وهدف الوجود، وهو مكان امتحان واختبار ذكاء الإنسان. إنه ممكن، اصدق في طلبه، وسيصدقك الله في العثور عليه، وتذكر قوله (ص): « أما هذا فقد صدق الله فصدقه الله » (1).

هل في قدرتي أن أكشف هذا المخبّأ؟ هل يمكن أن أعيد اكتشاف سبيل الرشد؟ يقولون: إن الشعراء لديهم قدرة على تزيين الأمور، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وفي كل واد يهيمون، ولكن لماذا حُرم شعراؤنا من أن يقولوا ما لا يفعلون؟ لماذا حُرّم عليهم القول وتزيين الأشياء التي لا يفهمونها؟ لِمَ صُرف شعراؤنا عن قول الرشد، وإن كانوا لا يسلكون سبيله؟

حين كنا صغاراً في القرية، كانت بعض الدواب تضل سبيل العودة إلى منازل أصحابها في المساء، وكان أصحابها يخشون عليها من الذئاب المفترسة، وكان في القرية أناس يعقدون تعويذة لربط أفواه الذئاب كي لا تأكل الدابة الضالة، ولهذه التعويذة أقوال وأفعال مختلفة: آيات قرآنية، أبيات شعرية، كلمات حكيمة، دعوات خالصة، ربط سكاكين أو ملاقط النار أو المكانس. المهم أن يقال شيء، ويفعل شيء، ويوحي بشيء، كل هذه الأشياء يقصدون منها أن تربط أفواه الذئاب، ولم يكونوا ينسون أن يفكوا التعويذة حين يعثرون على ضالتهم، حتى لا تبقى الوحوش أو الذئاب مربوطة الأفواه فتهلك جوعاً.

كان هذا بالنسبة لأفواه الذئاب، ولكن من الذي ربط أفواه شعرائنا؟ ومن الذي ربط أذهانهم وعقولهم حتى عن التفكير في سبيل الرشاد، وعن تبيين الرشد من الغي؟

لا يُشترط في الشاعر أن يكون مفكراً، كما لا يشترط أن يكون المفكر شاعراً، ولكن هناك تعويذة نحيكها حول أنفسنا، حول شعرائنا وكتّابنا ومفكرينا؛ كي لا تفكر عقولهم، ولا تبصر أعينهم، ولا تسمع آذانهم، فكيف تنطق الألسن وقد ربطت العقول عن الحركة والفكر؟ ورُبطت بأقوى من الحبال التي ربطت بها النجوم إلى صم الجنادل، مما جعل ليل امرئ القيس طويلاً وغير قابل للزوال.

كيف حرمنا شعراءنا حتى من الخيال؟ أين سبيل الرشد؟ في أي مكان أفلت منا حبل سبيل الرشد والرشاد والراشدين؟ متى كان ذلك؟ كيف سقط منا؟ كيف دخل الرشد إلى حياتنا أول مرّة، وكيف خرج منها، وكم من الوقت لبث عندنا؟ كم وكيف يئسنا منه؟ هل كان مجيئه بطريق سحري خارق متعالٍ لا يمكن إدراك بدء خلقه ومراحل نموه؟ هل ولد ومشى على قدميه ورآه الناس وتحدثوا إليه؟ هل يتذكره المتذكرون؟

الفصل الرابع: الغيرية الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ الفصل السادس: الوحدة الأوربية
فوكو ونيتشه ومرجعية التاريخالإنسان والتغييرالإعدام الجسدي والإعدام الفكري والجنونمشكلة اللغةاللغة والعواقبالإنسان ومشكلة اللغةالحق والباطل والعواقبالمجتمعات والتمركز حول الذاتجدلية العلاقة بين الاستكبار والاستضعافالمسلمون وصناعة السلامالرشد وهدف الوجودالإنسان وقانون التضادالنفس الإنسانية بين الفجور والتقوىالأنبياء وحرمة النفس الإنسانيةبناء الرشد بالرشد