الدخول إلى معبد التاريخ

من Jawdat Said

مراجعة ١١:٥٠، ٤ فبراير ٢٠٠٨ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


كيف سندخل معبد التاريخ؟ ما هو مقدار الخشوع الذي نحتاج إليه للوقوف في صفوف المتعبدين فيه؟ هل في هذا المعبد صفوف، أم فيه أفراد قلائل، رجل ورجلان؟!..

هل يمكن لنا أن نعرف مقدار هذا المعبد، ومقدار قداسته؟؟..

أريد أن أقول لك: عن هذا المعبد هو المرجع الذي يرجع إليه القرآن، ويجعله مصدراً للمعرفة، وحين جعل القرآن التاريخ مصدراً ومرجعاً؛ لم يعد الناس بحاجة إلى أن ينزل عليهم كتاب آخر، ولا أن يأتيهم نبي آخر (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ) الحشر: 59/2، (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِي الألْبَابِ) يوسف: 12/111، ومن لا يقدس هذا المرجع، ولا يبالي به، فلن تبكي لهلاكه الأرض ولا السماء، وإن لم تصدقوا فانظروا إلى الذين يدفعون الأثمان الباهظة من الدموع والدماء وحسرات الآباء والأمهات، على أبناءهم المقتولين أو المفقودين أو المعوقين، وحسرات الأبناء والبنات على آبائهم وإخوانهم، وحسرات النساء على أزواجهم.

انظروا إلى الأموال التي يخسرونها في سبيل طريق لا يأتي منه نفع، وكان بإمكانهم أن ينفقوها على المعرفة، وعلى العلم، وعلى الفقه في الدين، وعلى معرفة يوم الدين في الدنيا والآخرة، وعلى معرفة يوم الدينونة، يوم يدفع الناس الديون.

إن الذين لا يعتبرون يغرقون في الديون، وكذلك الجاهلون الخاملون.

اكشفوا قانون الديون، اكشفوا سنة الله في الديون والدينونة، اكشفوا الارتباط الكائن بين الأسباب والنتائج، اكشفوا معنى استعاذة رسول الله (ص) من غلبة الدين وقهر الرجال.

من أين ينشأ الدين؟ ما هي نفسية كل من الدائن والمدين؟ ما معنى قهر الرجال، وقهر الأمم والشعوب؟ أين نعيش نحن؟

إننا لا نعرف قيمة المعرفة، ولا معنى التفقه في الدين، ولا مشكلة الديون في العالم الفقير، ولا ندري من أين ينشأ الفقر.

الفقر ليس هو الإفلاس من الدرهم والدينار، الفقر الحقيقي هو الإفلاس من تزكية النفوس التي: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس: 91/9-10.

الفقر والإفلاس الحقيقي هو الجهل بالتاريخ وسننه وآيات الله في خراب الأمم وهلاك القرون والشعوب، ونحن بانفصال شديد عن المعرفة، ولا يكفي أننا لا نعرف، بل إننا لا نعرف أننا لا نعرف، وحتى حين يسألني بعضهم: ماذا تقرأ؟ أصاب بالعجز، ولا أستطيع أن أقول: اقرأ كذا وكذا، لأن الأشياء المكتوبة والتي ينبغي أن نُرشد إلى قراءتها لازالت كسحر فرعون، الذين كانوا يرهبون الناس.

كان محمد إقبال حين يصل إلى هذه النقطة يقول مخاطباً به: أنت تغلي السعر والأيدي خواء. وكأني به ينظر إلى ما ينبغي أن يُنفق للحصول على المعرفة، كان يرى أن الثمن الأول غالياً، وأول من يحصل على المعرفة؛ يحصل عليها بالصدفة، ولكن الذي يأخذها بعد ذلك لا يأخذها بالصدفة، بل يأخذها بالجهد الواعي.

كيف سنعرف مشكلة المعرفة، مشكلة الوعي، مشكلة الفقه الأكبر، الفقه في الدين، الفقه في الدينونة، فقه الجزاء والعواقب؟؟!.. أين فقهاء العواقب؟

حين أتذكر العقبات التي تقف أمامنا، والعقد المتراكمة حولنا، والسدود والأسوار التي تمنعنا من الدخول إلى المعرفة والفقه، وتحجزنا عن التأمل والتدبر والتذكر، وتحول بيننا وبين أن نصل ما أمر الله به أن يوصل، حين أتذكر كل هذا أشعر بأننا لم نعد نستطيع أن ندفع مراكبنا إلى الأمام، وأننا فقدنا النور الذي ينبغي أن نرى فيه طريقنا، وأشعر أن علينا أن ندفع ثمناً غالياً للحصول على المعرفة، أو للشعور بان طريق المعرفة ليست مفتوحة أمامنا.

إننا لا نقبع في الجهل فقط، بل نخاف من المعرفة، لأننا نحمل وهماً عن الفقه والفهم والإدراك، ونسيء الظن بالله، ونجعل أصابعنا ف آذاننا، ونستغشي ثيابنا، ونصر ونستكبر استكباراً.

كيف نكشف هذا الوهم الكبير؟

إننا نظن أن الثمن الذي تتطلبه المعرفة كبيراً جداً، هذا الوهم هو الذي يشعرنا بالفقر، ونحن فقراء بالمعرفة فعلاً.

كأنني ألامس المشكلة من بعيد، ولكن كيف أكون قريباً منها؟ كيف أوصل إليك ما رأيت؟ أنت معذور، إذا لم يأتك رسول ولم تبلَّغ الأفكار عن رسول.

الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
فعل الله وفعل الإنسانالارتباط الوثيق بين القراءتينموقف القرآن من الذي ينسبون أخطاءهم إلى اللهتوينبي ونظام سير الحضارةاستثمار طاقات الأطفالأثر المعرفة التاريخية في الإنساناحتفال القرآن بالمواقف التاريخية الصحيحةبين النظر والانتظارالتاريخ وفرز الحق من الباطلاهتمام القرآن بالتاريخالمسلمون والتاريخالتاريخ والحجة الإبراهيميةالمقدس والنافعالعواقب المعجلة والعواقب المؤجلةالدخول إلى معبد التاريخمذهب بلال ومذهب ابن آدمبلال وتغيير ما بالأنفساليأس والكفرالجنون والسحر والرحمة والعذابالأنبياء والرحمةمن دلالات حرب الخليجالقراءتان وصرف الإنسان عن الآياتأمراض الفكر وجراثيمه