الإنسان وأمانة التسخير
من Jawdat Said
على الإنسان أن يعرف رأس المال الكبير الذي وضع بين يديه حين قيل له: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ) الجاثية: 45/13.
هذه هي الأمانة والقدرة على التسخير، وعلى تمييز النافع من الضار، بها سيبنى العالم، وعلى الإنسان أن يعرف مكانه، والأمانة الكبرى التي وضعت بين يديه، وهي قدرته على التسخير.
عليه ألا يجهل مكانته، وألا يتخلى عن أمانته: فلا تخونوا أمانتكم، ولا تتخلوا عن مقاماتكم، ولا ترجعوا إلى الوراء، ولا تضيعوا النور، وإذا لمحتموه مرّة فلا تدعوه يغيب عنكم.
هل يمكن أن ننظر إلى الماضي والحاضر على ضوء هذا المنهج؟ هل لنا أن نحدد المشكلة، ثم ننظر إلى مواقف الناس منها خلال التاريخ، وإلى الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها موقفهم في المستقبل؟ هل نستطيع أن نحدد من كان موقفه سليماً، فتمكن من حل المشكلة، ومن كان موقفه خاطئاً، ففشل في حلّها؟ هل كان الجميع فاشلون؟ هل تقدم بعض الناس في حل المشكلة إلى مدى أبعد من غيرهم، وهل تراجع بعضهم إلى الوراء؟ ما حال العالم اليوم، وما موقع العالم الإسلامي من هذا كله؟
المشكلة الأولى هي تهمة الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) البقرة: 2/30، إنها أفعال الفساد، وقمة الفساد هي سفك الدماء وإخراج الناس من الديار، فهناك التهجير والقتل، وإنهما لا زالا مشكلة العالم المعاصر، 45 مليون مهجر في العالم حسب الإحصاءات.
هذه هي أفعال الفساد، ولكن ما هي العقائد والأفكار والتفسيرات التي بالأنفس، والتي تنتج هذه الأفعال؟
ما العلاقة بين الإيمان والعمل، بين الفكر والسلوك؟