الموثوق والمضطلع
من Jawdat Said
حينما نريد استخدام أي إنسان في أي عمل: نراعي فيه جانبين وهما:
1- هل يخدمنا بصدق وأمانة ويخلص في العمل دون أن يسرق أو يخون؟
2- هل يُحسن هذا العمل الذي سنكلفه به؟ .
وقد تناول ابن خلدون ها الموضوع بهذين المصطلحين، وهو الذي وضعهما فقال: (فصل في أن الخدمة ليست من المعاش الطبيعي):
(… فالخديم … لا يعدو أربع حالات: إما مضطلع بأمره وموثوق فيما يحصل بيده، وإما بالعكس فيهما وهو أن يكون غير مضطلع بأمره ولا موثوق فيما يحصل بيده، وإما بالعكس في إحداهما فقط..
فأما الأول: فلا يمكن أحداً استعماله بوجه، إذ هو غني عن أهل الرتب باضطلاعه وثقته، ومحتقر للأجر لقدرته على أكثر، فلا يستعمله إلا الأمراء أهل الجاه العريض لعموم الحاجة إلى الجاه.
وأما الثاني: فلا ينبغي لعاقل استعماله لأنه يجحف بمخدومه في الأمرين معاً فيضيِّع عليه لعدم الاضطلاع تارة ويذهب ماله بالخيانة أخرى. فهو على كل حال كلٌّ على مولاه. فهذان الصنفان لا يطمع أحد في استعمالهما. ولم يبق إلا استعمال الصنفين الآخرين: موثوق غير مضطلع، ومضطلع غير موثوق. وللناس في الترجيح بينهما مذهبان، ولكل من الترجيحين وجه، إلا أن المضطلع ولو كلن غير موثوق أرجح، لأنه يُؤمن من تضييعه، ويحاول على التحرز من خيانته جهد الاستطاعة. أما المضيِّع ولو كان مأموناً فضرره بالتضييع أكثر من نفعه.
فاعلم ذلك واتخذه قانوناً في الاستكفاء بالخدمة، والله سبحانه وتعالى قادر على ما يشاء) مقدمة ابن خلدون - كتاب التحرير - ص 330 - القاهرة 1966م.
جدول مصطلحات الإخلاص والصواب | ||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الإخلاص والصواب • إياك نعبد وإياك نستعين • لا إله إلا الله، محمد رسول الله • الغاية والوسيلة • لماذا وكيف • البواعث المعللة والطرق التنفيذية • الموثوق والمضطلع • العدل الضابط • الأمانة والقوة • الحفيظ العليم • القاعدة والقمة • اللاشعور والشعور • العاطفة والفكر • الأخلاق والعلم • القلب والعقل • مصطلحات أخرى |