الاتحاد السوفيتي والإكراه

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


من ذا الذي سيكون جاسوساً على القلوب؟ فيخرج لنا منها العوامل التي تجعل الناس: (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) الأعراف: 7/146.

لماذا لا قدرة للعالم الإسلامي، لسائر البشر، على سلوك سبيل الرشد؟

لماذا تمزق الاتحاد السوفيتي وتفسخ، لماذا لا نستطيع أن نقرا الاتحاد السوفيتي؟

هناك سبب واحد، هو أن التاريخ المقدس تحول إلى دنس، وصار نظرنا مثل نظر نيتشه، واختلط علينا المقدس بالدنس، وقد نقلت لك سابقاً مفهوم نيتشه عن التاريخ، ومفهوم ابن خلدون أيضاً.

كيف نفهم لماذا عجز الاتحاد السوفيتي عن حل مشكلته بالرشد؟ ألم يكن بإمكانهم أن يتحولوا من الغي إلى الرشد؟ من الإكراه الذي مارسوه سبعين عاماً.

هل كان بإمكانهم أن يتحولوا من الغي إلى الرشد؟

نعم، كان بإمكانهم ذلك لو تمكنوا من فهم التاريخ وإفهامه للناس، ولو استطاعوا أن يروه بأعينهم. لا، لا يكفي أن يروه، لأن رؤية العين لا قيمة لها مع سيطرة الوهم، والشمس دليل على أن الرؤية خادعة، وبإمكان الإنسان أن يكذب عينه في سبيل سيطرة الإغراء: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ) الأنعام: 6/7، (لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ، وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا: إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) الحجر: 15/13-15، (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) الأعراف: 7/116.

ما الذي سيطر على المسلمين؟ ما الذي سيطر على الاتحاد السوفيتي؟ حين لم يتمكنوا من التحول إلى الرشد.

إن مشكلة سيطرة الأفكار التي طال عليها الأمد، مشكلةٌ صعبة الزوال في مدة وجيزة، ولا يكفي أن نقول: سيطرة الأفكار؛ بل علينا أن ننظر إلى الآليات التي يتصرف الناس على أساسها، إلى آلية الحب والكره.

إن سيطرة الإكراه على الاتحاد السوفيتي ولَّدت عند شعوبه كُرهاً لم تستطع أن تحدَّ منه كل الوسائل المتاحة من عمليات تغيير ما بالأنفس، إذ كانوا قد فقدوا الثقة، وسيطرت عليهم الأفكار التي تؤدي بالإنسان إلى الهلاك، بحيث وصلوا إلى درجة الاستغناء عن الحياة، فضلاً عن الأموال، ولم يعودوا ينظرون إلى الربح والخسارة.

إن الإنسان الذي سيطرت عليه الكراهية لم ولن يقدر على التفكير والسيطرة على مسيرته، إنه يفقد القدرة على التفكير الهادئ، ويصاب بالرعب والهروب، يحدث هذا بشكل خاص عند الذين لم يتعودوا على المشاركة في اتخاذ القرار، وكان القرار يتخذ في غيبتهم.

إن عدم الثقة، التي تراكمت عليهم عبر السنين لم تمكنهم من اتخاذ قرار الإبقاء على الاتحاد فيما بينهم.

يمكن إجراء اختبار على عينات من الناس لقياس درجة سيطرة الأفكار والاستمرار على الخطأ.

أظن أنه يفيدنا أن نعرف أنّ أحداً منهم لم يكن قادراً على إيقاف انهيار الاتحاد، وقد حاول بعضهم أن يبقوه بالإكراه، ولكن الأوان كان قد فات، وحاول بعضهم أن يبقوه بالرشد، لكن الثقة كانت قد فقدت وضاعت، فكان حكم التاريخ هو التمزق.

إن الإمكانيات التغييرية لا تعتبر الأمر مستحيلاً أو سهلاً، بل تعتبره جهوداً محددة في زمن لا يمكن تجاوزه.

الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية الفصل السابع: مذهب الرشد
التاريخ يزيل الالتباسالتأمل في الآيات التاريخيةتقبل الحسنات ورفض السيئاتالغفلة والعذاب الأليمالتراث الأوربي والسوق المشتركةالسعي الدؤوب لتحقيق الهدفالفجر الجديد وكلمة السواءتوجيه الطاقات واستثمارهاالإنسان بين التزكية والتدسيةالسوق الأوربية والرشدالعلم قبل المالالإنسان والتسخيرالتاريخ والمستقبلاليأس والكفر والتذكرمشكلة العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسانالسوق الأوربية وكلمة السواءكيف بدأ خلق الوحدة الأوربيةالوحدة الأوربية والتصوفالتخلص من الإكراه باتجاهيهالإكراه والتغييربين المعاني والألفاظالاتحاد السوفيتي والإكراهالصينيون بين الإكراه والرشدالقراءتان التاريخية والماورائية للقرآننموذج القراءة التاريخية: (قصة قوم يونس)الغرب والعبثيةغائية الوجودالقرآن والشكنهاية الحلول البطوليةالشك بين الوسائل والغاياتسبيل الاتحاد الأوربي وسبيل الاتحاد السوفيتيأوربة والعذاب الأليم